سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
في عدد الجزيرة الصادر يوم الاثنين الموافق 11/7/1424هـ قرأت رأي ورد الأستاذ محمد صالح الداود وأسعدني رده وما زلت اختلف معه في بعض الامور والنقاط سواء التي ذكرها في رده المنشور ذلك اليوم أو ما نشره في الرد السابق وأحب أن أقول إنني دعوت الله لك بظهر الغيب ان يطيل عمرك ويمتعك بالصحة والعافية ويجنبك كل ما يضر بالصحة، وأقدر شخصا بدأ يعمل معلما في عام 1391هـ وأنا كنت أدرس بالصف الثاني الابتدائي فأنت بمثابة أستاذ لي وشرف لي أن أقول لك يا أستاذي الفاضل في البداية أنا من بيش وهي محافظة بمنطقة جازان تشتهر بواديها الكبير والذي يعتبر من أكبر وأطول والأودية في المملكة العربية السعودية، وبيش تعني الحسن والجمال ومأخوذة من قولهم بَيَّش الله وجهك أي حسنه وجمله أما بيشة أستاذي الفاضل فهي محافظة تتبع منطقة عسير وهي تشتهر بنخيلها وتمورها الفاخرة وكذلك بواديها.
وأقدر خدمتك في التعليم والتي امتدت الى ثلاثين عاما ولا أنكر ولا يحق لي ان أمنعك من ابداء رأيك بل يسعدني ذلك والذي استغربه فعلا هو سكوت المشرفين والمرشدين من الرد سواء في المدارس أو إدارات التربية والتعليم أو وزارة التربية والتعليم وربما اكتفوا بردي ولم يكلفوا أنفسهم وأنا هنا لست أحرصهم كما أنني لست محاميا عن الارشاد إنما بينت عمل المرشد الذي كنت أنفذه والبرامج التي كنت أطبقها وأعمالي التي كنت أنجزها في هذا المجال ولا يزال الارشاد يجري في دمي وسيظل وعلى وشك أن أدرسه بتوسع أكثر إذا تم ذلك إن شاء الله في الماجستير، وأخبرك أستاذي الفاضل أنني عملت مرشدا في مدرستين ابتدائيتين ومدرستين متوسطتين ومدرسة ثانوية ومعهد اعداد المعلمين.. عملت بهذه المدارس مرشدا، استقبلت الطلاب المستجدين ووجهت وأرشدت المتخرجين والراغبين في الاقسام الادبية أو العملية والمتخرجين معلمين في المرحلة الابتدائية ثم عملت مشرفا للتوجيه والارشاد مدة خمس سنوات ثم في البحوث التربوية وعملت في مركز الموهوبين بتعليم صبيا وذكرت أنا أن مركز الموهوبين في الطائف بدأ في عام 1416هـ وربما نتيجة خطأ مطبعي كتب العام 1419هـ كما وقع الخطأ في بيش فكتب بيشة وقد زرت مركز الموهوبين في الطائف زيارتين واحدة لحضور اجتماع لمدة ثلاثة أيام وآخر زيارة مع وفد من تعليم صبيا، وأتفق معك في كثير من النقاط واختلف معك في أخرى، والنشاط الطلابي في بدايته كان يعرف بالاشراف الاجتماعي ومن يقوم به يسمى مشرفا اجتماعيا ومن يسند إليه بجانب نصابه يسمى رائداً اجتماعيا، وآرائي قد ذكرتها وردي في الرد السابق ولا داعي لاعادتها لأن في الاعادة ملل، والجامعات لا تهتم بتوصيات المدارس وقد عملتها، لكن لا فائدة ويدخل الطالب في تخصص لا يرغبه أحيانا في الجامعات وزيارات المرشدين للمنازل مستحيلة لأنه لا توجد مدعمات أو لا توجد صلاحيات بذلك وعندما كنت أزور المنازل منعني المشرفون من ذلك وعندما رددت عليك الرد السابق لم أكن منفعلا ولا أشعر بأي نوع من الانفعالات وعندما ضربت المثل السابق في الرد السابق لأنك قلت إن للافتاء أهله ورجاله فالمرشد لا يفتي ولكنه يعرف الخير والشر والمعروف والمنكر والامانة والصدق فالمسألة ليست افتاء، ولكنها معرفة ببعض الامور الدينية التي تعلمناها في مراحل التعليم وإذا كنت أنت ترى أنه لا بد من ترك هذا الجانب لأهل الدين والافتاء فلماذا لا تلتزم أنت بهذا النهج وتترك أمر التوجيه والارشاد الطلابي لأهله فهم الأدرى بالاعمال والبرامج التي يتم تنفيذها وتطبيقها؟ وأخبرك أن الارشاد يقوم به مختصون في علم النفس أو علم الاجتماع أو الخدمة الاجتماعية أو بعض المعلمين ممن تم تأهيلهم ومنحهم درجة الدبلوم في التوجيه والارشاد أو الماجستير في التوجيه والارشاد، كما أنني زرت عددا من المدارس التي يصل عدد طلابها الى أكثر من 600 طالب فأكثر ووجدت بها مرشدين اثنين وتوجد تلك المدارس في المدن الكبيرة وأذكر منها مكة المكرمة التي زرت بها بعض المدارس التي بها مرشدان اثنان، وكذلك المرشد علاجه بالكلام يقوم بتنفيذه الطالب أو المعلم أو ولي الأمر ولا يملك عصا سحرية وليس دواء أو عقارا مثل ما يفعل الطبيب فيصرف للمريض دواء يزول الالم باستعمال ذلك الدواء بقدرة الله سبحانه.
وأعود وأكرر قولك إن آراءنا وأقوالنا ليست قرآنا.
ضيف الله مهدي/ بيش
|