Saturday 13th september,2003 11307العدد السبت 16 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا فض فوك يا لبنى لا فض فوك يا لبنى

ما أروع أن تنبري كاتبة نسائية وتشهر سيف قلمها الذي ينبض إيمانا صادقا وإسلاما خالصا تعتز بدينها وتفتخر بمبادئ وقيم وطنها ولم تنجرف وراء تيارات الغرب وحضاراته ولم يستهوها لمعان وبريق موضاته ولم تطلق العنان لهوى النفس وشهواتها تقليدا وتبعية تحت عرف التحضر والتقدم السائد، لقد سر الجميع لمقالة الكاتبة المتألقة ب «الجزيرة» الأستاذة لنبى وجدي الطحلاوي المنشورة بعددها 11287 الصادرة في 26/6/1424ه تحت عنوان (المرأة السعودية.. والتحديات) ولقد أوفت الكاتبة الموضوع حقه مفندة تلك الادعاءات بالأدلة القاطعة والبراهين الواضحة وموضحة الاسباب والدوافع وراء تلك الحملة الاعلامية الأمريكية الظالمة ضد المملكة والتي تحركها دوافع صهيونية بحتة جدا واستغلت المرأة السعودية كإحدى الاوراق التي يمارس فيها الضغط الاعلامي تحت ما يسمى حقوق المرأة ولا غرابة أن نسمع تلك الخزعبلات التي تثار بين حين وآخر وتروجها بعض وسائل الاعلام العربية المأجورة بحجة حرية الطرح والرأي وهي في واقع الامر ببغاوات تردد ما تقوله وسائل الاعلام الغربية من خلال دعاوى باطلة واعاءات كاذبة ليس لها أساس من الصحة فهي تتحدث عن حقوق مسلوبة وكرامة ومهانة وحصانة مفقودة، اتهموا المرأة السعودية بأن دينها هو سبب تخلفها وحجابها يشكل عقبة في وجهها وغمامة لعقلها، منعت من القيادة وحرمت من السياسة مدعين التعنصر والتميز بين الرجال والنساء، خابوا والله وكذبوا ونقول لهم يا دعات الحرية الزائفة ويا حماة حقوق المرأة أنقذوا نساءكم من براثن الدعارة ودور الخناء وعصابة المافيا، أعيدوا لهن كرامتهن، وصيانة أعراضهن ولا تجعلونهن وسيلة تبتزها وسائل إعلامكم لترويج منتجاتكم على حساب أعراضهن وكرامتهن، أنقذوا وطنكم من أطفال الشوارع وما تجنيه لكم دور الدعارة ومسارح الصياعة فكرسوا جهودكم لمناقشة أوضاعكم الداخلية واهتموا بمشكلات نسائكم ومعاناتهن، فبضاعتكم كاسدة وفاسدة فأنتم تنهون عن خلق وتأتون أشد منه فاتركوا نساء العالم وحالهن ونساء هذه البلاد خصوصا التي لقيت فيها المرأة من المكانة والاحترام ما لم تلقه أي امرأة في العالم، المرأة في السعودية كالجوهرة المحفوظة غالية الثمن حجابها يزيدها مهابة وتقديرا وتحشمها وتسترها يزيد من روعة جمالها وحسن بهائها، حقوقها كفلها الشرع المطهر وليست أنظمة وقوانين وضعية صاغتها عقول بشرية ناقصة تحكمها دوافع الشهوة واللذة، ولو أردنا أن نستعرض حقوق المرأة في الاسلام لما استطعنا حصرها وجمعها وما أوفيناها حقها، والمشكلة يا أخت لبنى ليست في الاعلام الغربي وحده لأننا ما اعتدنا منها إلا الشر وما جنينا منها إلا الفساد ولا ننتظر منهم إلا ما هو أشد.
لكن المشكلة تكمن أن تلك الدعاوى والأكاذيب وجدت عقولا من بني جلدتنا فارغة فصدقتها وقلوبا رقق لها تلك الدعاوى فاستهوتها وأقلاما تحمست لطرحها وترويجها وإثارتها مستغلة الاحداث والنوازل لاشعالها واضعة عليها تماسيح الضرورة والحاجة فكاتب يدعو الى قيادة المرأة وآخر يرى أن مسألة الحجاب خلافية لم تحسم شرعا وكاتبة تطالب أن تدخل المرأة المعترك السياسي وأخرى تطالب بأندية رياضية بحجة التقدم والتحضر ومحاكاة الآخرين دون النظر الى حكم الاسلام ورأي الشرع ومراعاة العرف والتقاليد وهؤلاء هم سبب المصائب والمشاكل وهؤلاء هم مفاتيح الشر ومغاليق الخير لأن من استهوته تلك الافكار واستحسنها نجده يطرحها ويجملها ويضيف عليها بعضا من المحسنات لكي يستعطف عقولا تذرها الرياح تنجرف وراء تلك الاطروحات وتؤيدها وتشجعها، حجتهم بذلك هو مسايرة العصر وتقليد الآخرين والبعض يستشهد بتجارب الدول العربية والخليجية ويصفها بالمتقدمة والمتطورة كله بسبب أن المرأة ولّيت مناصب عالية ما بين سفيرة ووزيرة، تخلت عن الحجاب ونزعته بالكلية وخالطت الرجال وقابلت رجال الإعلام بتبرج وسفور وهذه ليست من سمات المرأة المسلمة الحقيقية وأقول لا بارك الله بتقدم وتحضر يقاس بسفور المرأة وتبرجها وهنا أتساءل ماذا قدمت تلك الدول لأمتها وشعوبها وكأني أراها تصنع الطائرات والقاذفات والراجمات وتنتج الصواريخ وتمتلك المصانع النووية وكأني أسمع لها صوتا يدوي في مجلس الامن يقال له سمعا وطاعة وكأني أراها أعادت لنا حقوقنا المغتصبة في فلسطين والجولان والجنوب اللبناني، وكأنها وقفت في وجه الطغيان لتمنع استحلال العراق وتدميره.. آه ثم آه من دعاة التحرر والسفور الذين ما برحت ألسنتهم تطالب وأقلامهم تنادي، وأما بخصوص مطالبة الكاتبة (جميع النساء المثقفات بالمملكة برفع وثيقة الى الإدارة الامريكية يطالبن فيها بعدم التدخل في شؤونهن وخصوصياتهن وعدم التعدي على شرعنا وديننا الحنيف)، هنا اختلف مع الكاتبة بهذا الطلب ولا ينبغي أن يرفع لأمريكا أو غيرها لأنها ليست مرجعا لنا ولنترك أمريكا تقول ما تشاء وتنادي بما تريد ولكن يجب أن ترفع الوثيقة لبعض كتابنا وكاتباتنا في الداخل الذي ينجرفون وراء تلك الدعاوى ويتبنونها في كتاباتهم ويطرحونها بين حين وآخر ليقال لهم لستم وصايا على حقوق النساء في هذه البلاد والتي تتعارض مع الشرع ولا تتوافق مع القيم فنحن في بلد يحكم بالشرع الذي كفل حق المرأة والرجل قبل أكثر من أربعة عشر قرناً.

ناصر بن عبدالعزيز الرابح/ مشرف تربوي بتعليم حائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved