|
|
كلما رأيت أو سمعت أو قرأت عن الخطوات التي يسير عليها مجلس الشورى خلال العشر سنوات الماضية أي في عهده الجديد الذي بدأ عام 1414هـ أجد نفسي مدفوعاً ولأول وهلة باستحضار عامل المقارنة بين الآمال المنشودة والطموحات المنتظرة منه وبين الواقع الذي يسير عليه الآن، كما يخطر ببالي واستحضر في مخيلتي بكل جلاء ووضوح الخطاب الجليل الحافل والشامل الذي ألقاه رائد الأمة الملك الموحد عبدالعزيز طيب الله ثراه في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى في دورته التي انعقدت في السابع من ربيع الأول 1349هـ.. فقد قال رحمه الله مخاطباً أعضاء المجلس في ذلك الوقت مستحثاً هممهم وعزائمهم على الإنجاز والعطاء والابتكار «إن أمامكم اليوم أعمالاً كثيرة من موازنة لدوائر حكومية ونظم عدة من أجل إقرار مشاريع عامة تتطلب جهوداً أكثر من جهود العام السابق وإن الأمة تنتظر منكم ما هو المأمول فيكم من الهمة وعدم إضاعة الوقت الثمين إلا بما فيه فائدة البلاد» وفي ثنايا خطابه الآنف الذكر أمام مجلس الشورى يقول غفر الله له «لقد أمرت إلا يسن نظام في البلاد ويجري العمل به قبل أن يعرض على مجلسكم الموقر فتنقحونه بمنتهى حرية الرأي على الشكل الذي تكون فيه الفائدة لهذه البلاد» ويستحث عزائمهم في قوله: «أنتم في تلك الدائرة أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية الصافية» ويختتم خطابه البليغ المؤثر قائلاً: «لا أحتاج في هذا الموقف أن أذكركم بأن هذا البلد يتطلب النظر فيما يحفظ حقوق أهله بأمانة وما يؤمن الراحة لحجاج بيت الله ولذا فإنكم تتحملون مسؤولية عظيمة إزاء ما يعرض عليكم من النظم والمشاريع سواء كانت تتعلق بالبلاد أو بوفود الحجاج من حيث اتخاذ النظم التي تحفظ راحتهم واطمئنانهم وأسأل الله لكم التوفيق في سائر أعمالكم» هذا الخطاب العظيم الذي يعبر كل حرف فيه عن النصح الصادق النابع من القلب يحثهم به على الإنجاز والعمل الدؤوب المثمر كان والحق يقال البلسم الشافي والضوء الساطع الذي سار على نهجه أعضاء مجلس الشورى في عهد المؤسس الباني طيلة حياته وعلى إثره صدرت نظم جديدة وسنت قوانين حازمة وبناءة رسخت الوحدة الوطنية ووطدت دعائم الأمن والاستقرار وعم على اثرها الرخاء والإخاء لأن غايتها وهدفها المصلحة العامة المنشودة وصدرت بمباركة ومؤازرة ومتابعة الراحل العظيم.. ومن هنا أعود إلى السطور الأولى في بداية حديثي وهو عن مجلس الشورى في الوقت الحاضر ودوره في تحقيق طموحات الوطن وآمال المواطنين ليكون بذلك عوناً للمسؤولين في هرم الدولة الرشيدة ويشكل قناة أو قنطرة سالكة لآمال وهموم المواطنين في تبادل الرأي والمشورة بقلب مفتوح وباب مفتوح وتعاون جاد وعزيمة وثابة هدفها وغايتها المصلحة العامة بما يرفع شأن الوطن ويعلي منزلته ويرسخ مكانته بين الأمم الحية المتطورة التي تسابق الزمن بخطى حثيثة للنهوض بالوطن إلى أعلى الدرجات.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |