الشيخ القدير كما عرفته
محمد بن عبدالرحمن الحبيب(*)

لقد فجعت بنبأ وفاة العلامة الشيخ عبدالرحمن الفريان - رحمه الله - صباح يوم الخميس 7/7/1424هـ كيف لا افجع وهو من العلماء العاملين الذين كان لهم أثر ملموس في المجتمع من ذلك انشاؤه وترؤسه لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض وحرصه عليها حتى نمت وترعرعت واصبحت ذات أثر كبير عم نفعها العباد والبلاد، ان العلماء الربانيين نفعهم للناس متعدد فهم سراج هداية للناس وهم زينة الخلق، كما ان النجوم زينة للسماء.
لقد عرفت الشيخ منذ عشرين عاماً مضت وكان اول معرفتي به حين عقد في معهد القرآن الكريم الدورة الثانية للأئمة والمؤذنين وكنت احد الملتحقين بها، وكان له دوره القيادي والاداري الفاعل في نجاح الدورة حيث كان حريصاً بنفسه على انجاحها، وكان يوجهنا مع جمع من اهل العلم الى ما يجب ان يتحلى به امام ومؤذن المسجد.
ان الشيخ عبدالرحمن الفريان يتميز - رحمه الله - بصفات كثيرة عرفتها فيه منها:
1- تقواه لربه وخشيته منه سبحانه واخلاصه واتباعه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم احسبه كذلك والله حسيبه.
2- حسن معشره وخلقه وتعامله مع الخلق واعطاء كل ذي حق حقه.
3- بصيرته وحكمته وحسن اسلوبه ومنهجه في امره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
4- تثبته وتبينه - رحمه الله - من اي شيء يرد اليه من امور الناس حين يطلب تدخله سواء من امور الدين او الدنيا.
5- حبه للفقراء وتلمس حاجاتهم والسعي لدى اهل الاحسان والخير في الشفاعة لهم بعد معرفته وتثبته من حالهم وصدقهم، حتى كثر وجودهم في مسجده ومكتبه في المعهد وفي بيته.
6- تواضعه ولينه وبساطته للناس ورحمته بهم.
7- زهده في امور الدنيا وعدم تطلعه الى زخارفها.
8- بعد نظره وعمق حكمته في تقريره للامور.
9- حرصه الشديد على مناصحة من حقه النصيحة بأسلوب جميل مؤثر مرغب غير منفر.
10- قيامه بالدعوة الى الله وتوجيه الناس الى الخير.
11- تعاهده لقرابته واصحابه وجيرانه والسؤال عنهم والبشاشة لهم.
هذا قليل من كثير مما عليه الشيخ من سجايا طيبة يعرفها عنه من تعامل مع الشيخ وعرفه فرحم الله الشيخ وجزاه الله عنا وعن امة الاسلام خير ما جزى صاحب خير على خيره وناصح على نصحه، وان يخلف في عقبه ويصلح في ذريته وان يجمعنا به في جنته، وان يخلف على المسلمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه اجمعين.