إذا رأيت رجلاً وامرأة في حالة صمت مستمر فعلى الأرجح انهما متزوجان ولم أعرف السبب الحقيقي الذي يصيب الأزواج بحالة من الصمت المزمن.
فهل انتهى الكلام؟ هل قضيا على جميع المواضيع ذات الصلة المشتركة بينهما؟ ربما هو الملل ومحاولة لإراحة العقل واللسان إذاً!
غريب أن يعيش الإنسان صامتاً في حالة تشبه السجين بل هو أسوأ لأن السجين قدره أن يبقى صامتاً، بل حتى الصامت يثور أحياناً أو يغني على ليلاه على الأقل حتى لا ينسى طريقة الكلام.
والمرأة لا تحب الرجل الصامت.. لا يحادثها ولا يحاورها.. فالصمت يشعرها بالقهر. ولا تحب المرأة زوجاً من حجر.. فمن يتغزل بها ومن يتودد إليها، كيف يثور عليها ويغني لها.. كيف يفعل كل ذلك وهو صامت؟
أعتقد ان سوقاً لبيع الكلام سيكون الحل الأنسب لكسر صمت أي زوجين. وأؤكد لكم ان من سيفتح هذا السوق سوف يلاقي ازدهاراً كبيراً عندما يغزوه الصامتون، تصوروا لو ان رجلاً يعود إلى منزله ويداه مليئتان بأكياس الفواكه والخضار وباقة متنوعة الألوان من الكلام!
لكن احذروا فالمرأة لا يعجبها أي كلام، فالأسلوب أهم عندها من الحديث والمتحدث، فهناك رجال كلامهم أطول من صمتهم لكن بلا أسلوب وبلا معنى.. أي انه مجرد صوت يقتل الفراغ وأحياناً يزيده.
وإذا عالجنا المتحدث وأكسبناه أسلوباً جذاباً بطرح المواضيع المختلفة يبقى مضمون الموضوع، فالمرأة لا تحب التكرار ولا التفخيم أو التضخيم في غير شخصها، كما تريد الكلام بألوان الطيف وتنوع الفصول.
وإذا لم يحمل الكلام وصاحبه الصفات السابقة يصبح صمتاً في حد ذاته.. لكن هذه المرة لا علاج له.
|