بايعت الجماهير الفلسطينية من جديد ياسر عرفات رئيساً ورمزاً لفلسطين لا يمكن المساس بحياته، فمنذ إعلان الحكومة الصهيونية المصغرة قرارها إبعاد الرئيس ياسر عرفات عن وطنه، تداعت الجماهير الفلسطينية واتجهت بالآلاف إلى مقر الرئيس الفلسطيني مشكلة بأجسادها أطواقاً لحماية الرمز الفلسطيني وقطع الطريق على أي حماقة صهيونية بإبعاد الرئيس عن وطنه وشعبه.
وأمس الجمعة اشتعلت الأراضي الفلسطينية قاطبة بمظاهرات الاحتجاج والغضب التي شملت كل المدن والقرى الفلسطينية معطية عدة اشارات وتأكيدات لجنرالات الإرهاب في الكيان الصهيوني والجهات التي تضطلع بمهام صنع السلام في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فبيات الجماهير الفلسطينية طوال الليل في نوبات حراسة واشتعال الغضب في الأراضي الفلسطينية كافة يؤكد عملياً بأن ياسر عرفات ليس شخصاً طارئاً على مسيرة الكفاح الفلسطيني وأنه يحظى بدعم وتأييد الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وقطاعاته، وأنه رمز لا يمكن المساس به.
ولقد أثبت الفلسطينيون أنهم قادرون على احباط الحماقات الإسرائيلية التي أخذت تتوالى مجسدة الحالة الهستيرية للكيان الصهيوني والمأزق السياسي والأمني والأخلاقي لقادته سواء في المؤسسة العسكرية أو في المؤسسة السياسية التي فقدت كل المقومات الأخلاقية وحتى الشرعية التي تعطيهم الغطاء لمعالجة مشاكل الإسرائيليين الذين عليهم أن يدفعوا ثمن حماقات قادتهم.
صحيح أن الفلسطينيين لا يملكون الدبابات وطائرات الاباتشي والصواريخ ولكنهم يملكون العزيمة والإصرار لإفشال كل المخططات والأفعال الإسرائيلية ومنها قرار إبعاد قائدهم ورمزهم الرئيس ياسر عرفات.
ومع أن القرار الإسرائيلي الذي اتخذته حكومة جنرالات الإرهاب في الكيان الصهيوني قد استقبل برفض دولي حتى من أشد حلفاء إسرائيل دعماً لها، ونعني به الولايات المتحدة لقناعة واشنطن وكل القوى الدولية الأخرى بأنه سينهي آفاق التسوية السلمية للأزمة ويؤدي إلى تطور لا يمكن السيطرة عليه للأحداث وفق أسوأ السيناريوهات إلا أن رفض واشنطن والدول الأخرى للقرار لن يوقف تنفيذه، بل إن الذي يُفشل القرار ويعطله تماماً هو تماسك الجماهير الفلسطينية ووقوفها بصلابة خلف قيادتها الشرعية المنتخبة التي تأكدت شرعيتها ليلة الجمعة ويوم أمس الجمعة وأن هذه الجماهير هي القادرة وحدها على انتزاع حقوقها الشرعية بدلاً من الجري واللهاث وراء وعود لا طائل من ورائها..
|