* الرياض - الجزيرة
وجه معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد كلمة إلى التربويين والتربويات والطلاب والطالبات والآباء والأمهات، هنأهم فيها ببدء العام الدراسي الجديد 1424/1425هـ الذي ينطلق اليوم السبت وقال معاليه موجهاً حديثه «للأبناء الأعزاء من الطلاب والطالبات»: لا تعجبوا إن كررت على مسامعكم قولي: أنتم فلذات الأكباد، ومعاقد الرجاء بعد الله، وأمل وطنكم بمستقبل يزداد إشراقاً ورفعة بإذن الله، ذلك أن العاطفة نحوكم لا تتغير مع مرور الزمان، وتغير الأحوال، إنها عاطفة الحب لكم، والحرص على مصالحكم، واستنفاد الوسع في تربيتكم وتعليمكم لتكونوا بناة وهداة، ناجحين في الدنيا، سعداء في الآخرة.إن أسس التفوق والتقدم لا تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة: أولها بعد الاعتماد على الله- حسن الاستفادة من وقتكم الذي هو عمركم، واستثمار ما أودعه الله سبحانه فيكم من طاقات ضخمة في الروح والعقل والجسم، ومزاحمتكم بالمناكب الأمم السباقة في ميادين العلم والتقنية، وظهور آثار ما تعلمتم في سلوككم، إذ ما قيمة العلم إذا لم يثمر العمل؟!.
أنتم مظنة كل خير إن شاء الله، التزاماً بتعاليم الإسلام الحنيف، وحسناً في الخلق، واستقامة في السلوك، وطاقة لمن أوجب الله عليكم طاعته، وتحابياً فيما بينكم، ومحافظة على مكتسبات وطنكم، فزادكم الله من فضله، وحقق لكم وبكم الآمال.
وأضاف معاليه في كلمته إلى «الأخوة والأخوات الأفاضل من الآباء والأمهات»: إن بيوتكم هي المدرسة الأولى لأولادكم، ولن تجدوا إنساناً -معلماً أو سواه- يحب أولادكم كحبكم، ويخلص لهم كإخلاصكم، وإن السنوات الأولى من عمر الطفل هي مرحلة ذهبية وقاعدة خصبة لتربيته، وتعليمه، إن ضيعها الأبوان فقد ضاع على الطفل خير كثير، لا تنتظروا من المدرسة كل شيء، لأن المدرسةلا تنتظر منكم كل شيء، فالتربية والتعليم في البيت ركن، وفي المدرسة ركن آخر، وتأتي بعدهما سائرالأركان، إن المدرسة بمعلميها، وإدارتها، شريكة للأبوين في العملية التربو ية التعليمية، ولا بد لكل شريك من أن يؤدي واجبه كاملاً غير منقوص، بحسب استطاعته حتى تثمر الأعمال، وتتحقق الآمال.
إن أولادنا أحوج إلى اهتمامنا ووقتنا منهم إلى مالنا، وإن المغريات والملهيات والمضيعات في هذا الزمن لا تخفى على أحد، ولابد من حماية النبتة الصغيرة من العواصف الهوج، والبرد والصقيع، حتى يشتد عودها، وتؤتي ثمارها المرجوة منها ولها.
ووجه معالي وزير التربية والتعليم حديثه لزملائه المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات، والمشرفين التربويين والمشرفات قائلاً:إن مؤسسات التربية والتعليم
قد تكون أهم عامل في التربية وتكوين النشء ، وصياغة أفكاره وسلوكه، مع أنها ليست العامل الوحيد، وهذا الاعتقاد هو الذي جعل الجنرال الياباني يقول - بعد أن هزمت اليابان روسيا في مطلع القرن الماضي: «لقد انتصر المعلم الياباني» وجعل العالم الأمريكي كارل ألندورفر يقول عندما سبق الصاروخ الروسي عام 1957م مثيله الأمريكي: لقد انتصرت المدرسة الروسية على المدرسة الأمريكية» وجعل الجنرال ديغول يدعو علماء التربية في بلاده لبناء تربية مستقبلية طموحة إذ رد هزيمة بلاده إبان محنة فرنسا في الحرب العالمية الثانية إلى «هزيمة المدرسة الفرنسية أمام المدرسة الألمانية» وما التقرير التربوي الأمريكي الذي صدر عام 1983م بعنوان: «أمة معرضة للخطر» ببعيد عن أذهانكم.
إذا كان لنا أن نستعير من الكتاب الكريم والسنة المشرفة كلمتين نصطلح عليهما لتؤديا ما نريد التعبير عنه في مسيرة وزارة التربية والتعليم في بلادنا، لاستعرنا كلمتي: (التجديد) و (التبديل).
فنحن نرحب بكل تجديد نافع للفرد والمجتمع، ولا نبدل ما عاهدنا الله عليه من الإخلاص والجد، والعمل للمصلحة العامة.
إن (التجديد) هو الحركة الدائبة التي تأبى السكون في إطار ثوابتنا الإسلامية التي تأبى (التبديل).
على هذا المبدأ سرنا في الماضي، وعليه في المستقبل نسير، ولا نحيد عنه إن شاء الله . واستعرض معاليه أهم البرامج التطويرية الجديدة لوزارة التربية والتعليم،
|