يبدو لي.. أن المدن.. مثل الأشخاص.. هذا حظه جيد و«يْدَرْبِيْ» الشجر.. وهذا حظه «رابض».. وهكذا المدن.. فهذه تُرزق بمسؤولين أكفاء.. ومواطنين يتابعون ويراجعون.. ويحققون لمدينتهم كل ما تحتاجه..
** وهناك مدن على العكس من ذلك تماماً.. فهذه حظها جيد.. وتلك حظها «رابض».. وإلا.. فالدولة.. لم تُقصر بشيء.. وساوت بين المدن في كل شيء.. وخصصت ميزانيات.. وعيَّنت لكل مدينة محافظاً ورئيس بلدية ومسؤولين عن كل مرفق.
** مدينة الرس.. تلك المدينة الكبرى العملاقة.. المحتشدة بالسكان..
** تلك المدينة التي يتبعها عشرات القرى والهجر.. وتكتظ بآلاف البشر..
** هذه المدينة.. حظها رابض فهي تعاني من مشاكل كثيرة.. وتفتقد إلى أشياء ضرورية للغاية.. كالمياه مثلاً.. والخدمات الصحية ومشاكل وخدمات أخرى تفتقدها مدينة الرس..
** مستشفى الرس الحكومي الجديد «الخرابة» سابقاً.. يقول أهل الرس.. إنه يستحق أن يعمل عنه أكثر من فيلم «درامي».. فالأحداث المتلاحقة حوله.. يمكن أن تُغذي أي عمل درامي بمادة طويلة عريضة من الأحداث المتلاحقة.. التي تستحق الرصد والتصوير وتقديمها للناس..
** يقول أهالي الرس إن مستشفاهم الحالي.. هو مجموعة صنادق وهناقر جاهزة.. لا يمكن أن تقدم خدمات لما يزيد عن ثلاثمائة ألف نسمة.. هم من في الرس وحولها.. ممن يحتاجون إلى خدمات صحية متقدمة.
** مجلس الكليات بالمملكة «المجلس العلمي» يوصي وبقوة.. بافتتاح فرع للكلية التقنية في الرس.. يعني «فرع» ذلك أن هناك كثافة بشرية مهولة.. وبالفعل.. استبشر الرساويون بافتتاح هذا الفرع للكلية التقنية.. وتقدموا للكلية التي أعلنت فتح أبوابها للقبول.. وكانت الدفعة الأولى أو الوجبة الأولى «130» شاباً رساوياً.. رسموا في أذهانهم ومخيلتهم بشائر مستقبل مهني احترافي في مجالات حياتية مهنية مختلفة.. غير أن الحلم تبخر حين فاجأهم سعادة عميد الكلية التقنية في بريدة ورئيس المجلس التعليمي الفني بالقصيم.. بعدم السماح بالقبول هذا العام.. وتأجيل الأمر إلى حين الانتهاء من التصور النهائي للفرع و«سلامتكم» وكأن الرس.. «جدار قْصَيِّر» يطمره حتى رؤساء الأقسام بالمعاهد الفنية..
** الرساويون = سلمهم الله من كل سوء = يتساءلون.. كيف يوصي ويوجّه مجلس الكليات بالمملكة.. بافتتاح فرع للكلية التقنية بالرس.. بموجب خطاب سعادة أمين عام مجلس الكليات بالمملكة.. المؤيد من معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية.. ليتم فتح باب القبول ويتقدم الطلاب ويسجلوا.. وتؤخذ ملفاتهم.. ثم.. وبكل بساطة يقولون لهم.. جاء خطاب عميد الكلية التقنية ببريدة.. ورئيس المجلس التعليمي الفني بالقصيم بوقف القبول.. أو تأجيله حتى يتم وضع تصور نهائي لهذا الفرع.. وكيف سيكون.. وقد يستغرق وضع هذا التصور زمناً يماثل ما استغرقه افتتاح مستشفى الرس الجديد بعد الانتهاء منه.. يعني حوالي ربع قرن.. فمستشفى الرس العام الجديد.. كان قد احتفل باليوبيل الفضي وهو «خرابة هامدة» يستقطب القطط والكلاب والحشرات والرياح من كل اتجاه قبل أن تعلن الوزارة عن تسليمه لمقاول جديد.
** فهل قبول الطلاب واستلام ملفاتهم ووعدهم للدراسة.. مجرد حفلة شاي «عقب العصر» أو جلسة «فصفص.. وخبز.. وشاي» ليقال للطلاب ولأهالي الرس: «ترانا هَوَّنَّا؟!!!
** ألا تدرون.. كيف سيكون مشاعر هؤلاء ال «130» طالباً.
** أخيراً.. من ينصف الرس ؟!
|