* الرياض- الجزيرة:
أعلن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الوزارة في طور إعداد واستكمال برنامج شامل بعنوان: (الحملة الشرعية الوطنية لمحاربة الغلو والانحراف)، وسيتم الإعلان عنه قريباً -إن شاء الله تعالى-، وسيكون الاشتراك فيه لكل من يرغب من الرجال والنساء على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية ممن تتوفر فيهم متطلبات البرنامج.
وقال معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في كلمة له ألقاها مؤخراً في المجلس الأسبوعي لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير الذي يحضره عددٌ من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء: إن برنامج (الحملة الشرعية الوطنية لمحاربة الغلو والانحراف) لن يكون المشترك فيه طلبة العلم فقط، بل سيكون لكل من يريد الاشتراك فيه من الأدباء والأطباء وأساتذة الجامعات والمعلمين، وحتى في منتديات الصغار، وفي المدارس، وللنساء في جميع المجالات، ونرجو إن شاء الله أن ينتهي وضعه بتفاصيله قريباً.
وعن الأحداث التي صارت في مدينة الرياض خلال الفترة القليلة الماضية، تحدث معاليه قائلاً: لقد ابتلي الناس بمسائل الغلو على غفلة منهم، ابتلي بها المجتمع على غفلة منه، من علمائه، وأساتذته، وأئمة مساجده، وموجهيه، والآباء، والمعلمين، إلى آخر أفراد المجتمع، وحين أقول على غفلة منا رغبة في أن لا تكرر هذه الغفلة، لأننا مؤمنون، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، والغلو وقع في الأمة، وبسببه قتل خير الناس في زمانه عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، وبسببه قتل خير الناس في زمانه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ومن قتل عثمان المبشر بالجنة، ومن قتل علياً المبشر بالجنة كان يطلب الأجر والثواب من الله تعالى.
وأضاف معاليه -في هذا الصدد - قائلاً: إن هذا الأجر والثواب هو وبال وجرم عليه، يعود عليه في النار، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج، بأنهم كلاب أهل النار، وقال - عليه الصلاة والسلام- في شأنهم :(لا يزالون يخرجون حتى يقاتل آخرهم مع الدجال)، وهذا يعني من النبي - صلى الله عليه وسلم - تنبيها للأمة أن لا تغفل عن هؤلاء، وأنهم سيخرجون وسيخرجون، لكن يجب جهاد هؤلاء باللسان، وبالقلم، وباليد كل حسب استطاعته.
وأشار معالي الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن هؤلاء الذين قتلوا خير الناس، كانوا يرومون الجنة، والقرب من الله - جل وعلا-، حتى كان قاتل علي، عبدالرحمن بن ملجم لما اقتيد للقصاص، قال: لا تقتلوني بالسيف مرة واحدة، بل قطعوا أطرافي لأنظرإلى جسدي يقطع في سبيل الله تعالى.
ومضى معاليه قائلاً- في الشأن نفسه- لقد شهد الصحابة على هؤلاء بالإجماع بأنهم كلاب أهل النار، واختلف العلماء في تكفيرهم، فلم ير تكفيرهم علي بن أبي طالب، وسعد، وجماعة، ورأى آخرون تكفيرهم، والخلاف معروف عند أهل العلم.
* .
وحذر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من التساهل في هذا الأمر المهم، وقال: إذا كان المؤمن، بل إذا كان طلبة العلم، وحملة هذا الدين بخصوصهم يتساهلون في هذاالأمر، فالإثم عليهم لأنهم تساهلوا في هذا الحدث، فالنبي - صلى الله عليه وسلم- قال في المدينة:(من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
* النتيجة قال { يّعًبٍدٍونّنٌي لا يٍشًرٌكٍونّ بٌي شّيًئْا} *النور: 55* .
وأبان معاليه أن الله جعل التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من نتائج الاستخلاف الذي أساس الاستخلاف وجود الأمن، حيث قال العلماء: مقصد تنفيذ الشرع بوجود الأمن لأنه لن يكون هناك عبادة لله الواحد الأحد، إلا بوجود الأمن، ولهذا علقه النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث بأن الأمن تمام أمر هذه الشريعة بقوله:(والله ليتمن الله هذا الأمر يعني الدين حتى تخرج الظعينة يعني المرأة من العراق إلى مكة لا تخشى إلا الله) - صلى الله عليه وسلم - في بعثته، وفيما نشره من أحكام الإسلام، لهذا نقول: إن الحرب على هؤلاء، وعلى كل فكر ضال، والأخذ بالوسطية في جميع أقوالنا وأعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا، هذا واجب ومنهج يجب أن ننشره في الجميع.
|