* جدة ـ عبدالله آل مبارك:
مع تزايد عدد الأعمال العائلية في جميع المجالات الاقتصادية بالوطن العربي خلال العقود الأخيرة تحقق قدر كبير من النجاح التنظيمي لهذه المنظمات، فقد ازدهر عدد كبير من هذه الشركات واستطاعت ان تحقق نجاحا مثيرا أدى إلى شهرة أسماء العائلات المالكة لهذه الشركات. وفي نفس الوقت، فقد صادف عدد غير قليل من هذه الشركات الفشل، حيث فقدت شهرتها وبريقها على الرغم من بداياتها الرائعة، في حين حقق البعض الآخر نجاحاً خاطفاً انتهى بمرورها بفشل مفاجئ.. لماذا؟ لأن هذه الشركات ـ وكذلك مؤسسيها ـ تحتاج إلى الانتقال من الشكل التنظيمي الريادي إلى الشكل الأكثر احترافا في إدارتها، ذلك ان المنظمات لا تبدأ في ادراك ضرورة انتقالها من مراحل ريادة الأعمال إلى المراحل الأكثر تقدما من النمو إلا مع ظهور الأعراض الخاصة بآلام النمو التنظيمي، فعند ظهور هذه الأعراض تدرك المنظمة ان المنهج الإداري الذي استخدمته بنجاح في مراحلها الأولى فقد أصبح قيداً عليها في المراحل المتقدمة لنموها، وبعبارة أدق، فإن الشركة تصبح «أكبر من النظم الإدارية» التي ساهمت في تحقيق نجاحاتها الأولى.
وسوف يتم تنظيم الملتقى الثاني للشركات العائلية العربية في دمشق يبحث امكانية تطوير هذه الأعمال يوم الاثنين المقبل ويهدف الملتقى إلى التعريف بالأشكال والأطر التنظيمية والقانونية للشركات العائلية العربية وابراز اهمية التطور والنمو المشترك لكل من الشركة والعائلة في آن واحد، والقاء الضوء على مفهوم ودور مجلس العائلة والاجتماعات العائلية في نجاح الشركات العائلية، والعمل على خلق الظروف المساعدة على تحويل الشركات العائلية العربية إلى شركات اقليمية وعالمية.
|