مع بدء العام الدراسي تتكرر مأساة المئات من الطلبة أبناء المقيمين من غير السعوديين في المملكة، فمن أجل التخفيف عن ازدحام فصول الدراسة بالطلبة الذين يصل عددهم في الفصل الواحد إلى أكثر من خمسة وثلاثين طالباً وفي بعض الفصول إلى الاربعين قررت وزارة التربية والتعليم تحديد نسبة محددة - يتم بموجبها قبول أبناء المقيمين من غير السعوديين في المدارس الحكومية - لا تتناسب مع الأعداد الكثيرة من المتقدمين سواء في السنة الأولى في المرحلة الابتدائية، أو في الصفوف الأخرى في مراحل التعليم العام.
ويواجه مديرو ومديرات المدارس الحكومية إحراجات وضغوطاً عديدة، كما يقابل المتقدمون من أولياء أمور الطلبة من غير السعوديين مواقف بعضها ينال من كرامتهم الشخصية، ويدفع بعضهم الحرص على مستقبل أبنائهم وضيق ذات اليد في تسجيلهم بالمدارس الخاصة إلى هدر كرامتهم بالتوسط والتوسل لدى مديري ومديرات المدارس أو لدى المسئولين في مديريات التعليم في المناطق، وقد يفلح بعضهم في تأمين أماكن لأبنائهم في بعض المدارس في حين يفشل الآلاف منهم.
أمام هذه المشكلة التي تتكرر كل عام لماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بفرض رسوم رمزية مقابل قبول أبناء المقيمين من غير السعوديين وتستثمر الأموال التي توفرها هذه الرسوم في فتح فصول جديدة وزيادة المدرسين والاداريين في المؤسسات التعليمية؟
باعتقادي ان تخصيص رسوم مناسبة لقبول ابناء المقيمين يحمي أولياء أمورهم من بعض المواقف المحرجة والمهينة لهم، ويعالج الاستغلال البشع من قبل المدارس الخاصة التي زادت رسوم القبول بها إلى أرقام فلكية لا يستطيع تحملها حتى السعودي خاصة إذا كان لديه أكثر من ثلاثة أولاد، فما بالك بالمقيم الذي قد يحتاج إلى كل الرواتب التي يحصل عليها في عام لتسديد رسوم تعليم أبنائه لعام واحد؟
|