* موسكو سعيد طانيوس:
أكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة، سيرغي لافروف، أن روسيا لا تتطلع إلى إرسال قوات إلى العراق مشيرا إلى أن هناك طرقا أخرى للمحافظة على أمن وسيادة العراق. ورفض ضمنا في الموافقة على نشر قوات دولية في العراق دون إقرار دور أساسي للأمم المتحدة في هذا البلد المحتل، مطالبا بإقرار «خريطة طريق» لهذا البلد تحدد مواقيت إقامة حكومة شرعية منتخبة وتاريخا لإقرار دستور جديد له.
ورأى مندوب روسيا في الأمم المتحدة في حديث أدلى به لصحيفة «ازفستيا» الروسية ، ان بإمكان بلاده مساعدة العراق على إعداد كوادر مؤهلة للخدمة في الشرطة، كما أن بإمكان دول عديدة المشاركة في جهود الحفاظ على الأمن في العراق بالأسلوب نفسه الذي يتبع في أفغانستان حيث يشرف كل بلد على قطاع محدد.
وطالب لافروف بضرورة وضع جدول زمني لإعادة السيادة إلى العراق لكي تستقر الأوضاع فيه. وقال إذا كنا نريد أن يستعيد العراقيون سيادتهم فعلينا أن نقول ذلك صراحة ونضع برنامجا لاستعادة السيادة يكون بمثابة خارطة الطريق التي تحدد توقيت تشكيل حكومة انتقالية وتشكيل جمعية تأسيسية لإعداد وإقرار دستور جديد وتشكيل إدارة عراقية دائمة معترف بها دوليا عن طريق الانتخابات.. وعندما سيكون هناك جدول كهذا عندئذ يمكننا أن نقول إن ثمة حاجة إلى الظروف الآمنة لتطبيقه وعندئذ يمكن أن يجري حديث عن تشكيل قوات متعددة الجنسيات.
وأشار لافروف إلى أن الوضع في العراق يتدهور، وإلى أن عدد القتلى الذين يسقطون في صفوف القوات الأمريكية في العراق لا يقل عن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف القوات السوفيتية حينما كانت موجودة في أفغانستان. وبإمكان المجتمع الدولي مساعدة الأمريكيين على تحقيق الاستقرار شريطة أن تقوم الأمم المتحدة بدور المنسق في العراق.
وقال مندوب روسيا إن هناك إجماعا في الأمم المتحدة على وجوب أن تعمل قوات متعددة الجنسيات على إعادة السيادة للعراق. وأضاف، صحيح أن هناك خلافات، لكنها تخص الشؤون التنظيمية فقط. فعلى سبيل المثال يدعو الفرنسيون إلى تسليم العراقيين كل صلاحيات السلطة التنفيذية من الآن «ولكننا لا نرى ضرورة طرح حلول من المفروض أن يتوصل إليها العراقيون بأنفسهم».
وختم حديثه قائلا: المهم أن يفهم جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي أن أي قرارجديد لمجلس الأمن ليس مجرد بروتوكول جديد يستند إليه السياسيون لتعليل أفعالهم بل إنه القرار الذي تتوقف عليه استراتيجية عمل المجتمع الدولي في العراق وهي الإستراتيجية التي يجب أن ترتكز على أساس آخر غير ما هو موجود الآن.
وعلى خط مواز، أكد رئيس الحكومة الروسية ميخائيل كاسيانوف أن روسيا تأمل في أن تتمكن الأمم المتحدة في أقرب وقت من الوصول إلى رؤية متفق عليها للأمن في العراق.
وقال كاسيانوف الذي يقوم بزيارة رسمية للمجر في رده على سؤال عن إمكان مشاركة روسيا في حل الأزمة العراقية وإرسال قوات روسية إلى العراق، إن المقصود هو مشاركة روسيا في بلورة رؤية للأمن في هذا البلد بصورة مشتركة مع الأمم المتحدة.
وأشار إلى ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي كله جهوده لحل الأزمة العراقية مؤكدا على وجوب إيجاد الآلية المناسبة لتهدئة الأمور في هذا البلد. ولفت إلى إن الجانب الروسي يأمل في التوصل إلى اتفاق حول ذلك في أقرب مستقبل.
على صعيد آخر، أوردت وكالات الأنباء الروسية أن المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي إلى الشؤق الأوسط، اندريه فدوفين، التقى بأركان السلطة الوطنية الفلسطينية أمس في رام الله، وكذلك مع مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط السفير جون وولف والمبعوث الجديد للاتحاد الأوروبي مارك اوتي.
وقال المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي إنه أكد أثناء لقاءاته أن بلاده لا تنوي التدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية ولكنه تمنى أن يتطور الوضع وفقا لخطة «خريطة الطريق».
وأشار فدوفين إلى أن أركان السلطة الوطنية الفلسطينية أكدوا له أن موقفهم من «خريطة الطريق» يظل كما هو وأنهم يتمنون أن يواصل الوسطاء الأربعة متابعتهم الكاملة لتنفيذ هذه الخطة.
|