* الفلوجة - الوكالات :
أكد المفوض في الشرطة العراقية قحطان عدنان حمد ان عشرة من أفراد قوات الأمن العراقية قتلوا وجرح خمسة آخرون في الساعة 00 ،30 بالتوقيت المحلي من أمس الجمعة برصاص اطلقه جنود امريكيون في الفلوجة بينما كانوا يطاردون رجالاً مسلحين في المدينة.
وحسب هذا المسؤول فإن الوحدة التي كانت تشارك في هذه العملية كانت تتألف من 15 شخصاً وليس من 17 كما أعلن قبل.
ونقل الجرحى الخمسة إلى المستشفى الأردني في الفلوجة. وقالت ادارة المستشفى ان أحد أبنية المستشفى تضرر من جراء إطلاق النار.
وتسود المدينة حالة من التوتر الشديد حيث تجمع السكان أمام مقر المحافظة ومقر الشرطة للاستفسار عن أقرباء لهم من العناصر الأمنية.
وحسب قائد الشرطة المكلفة بالدوريات جلال صبري فإن الحادث وقع عندما فتح اشخاص النار من سيارة من نوع بي ام دبليو بعيد منتصف الليل على مقر المحافظة في الفلوجة.
وقد سارعت الشرطة إلى إرسال سيارتين على متنهما خمسة من عناصر الشرطة وعشرة من قوات الأمن لملاحقة الجناة.
وبينما كانت السيارتان تلاحقان المهاجمين تعرضت لإطلاق نار غزير من القوات الامريكية في الوقت الذي كانت فيه قبالة المستشفى الأردني عند مدخل الفلوجة ما أدى إلى مقتل عشرة من رجال الأمن وإصابة الخمسة الآخرين بجروح.
وهو الحادث الثاني خلال 48 ساعة الذي تقتل فيه عناصر من الشرطة العراقية برصاص امريكيين.
فقد ذكر شهود عيان أمس الجمعة ان اثنين من العراقيين قتلا وأصيب آخر بجروح مساء الخميس في شرق الفلوجة عندما أطلق جنود حاجز امريكي النار على سيارة كانوا بداخلها لم تتوقف عند الحاجز.
وأوضح محسن علي «40 عاماً» ان «ثلاثة من أبناء شيخ عشيرة الجميلة السنية كانوا متوجهين بسيارتهم من الفلوجة إلى المحمودية (15 كلم جنوب بغداد) لم يتنبهوا لوجود حاجز للقوات الامريكية ولم يتوقفوا».
وأضاف ان «الجنود الامريكيين أطلقوا النار مما أسفر عن مقتل اثنين وجرح آخر نقل إلى أحد مستشفيات بغداد».
من جهة ثانية أعلن الجيش الامريكي وشهود ان عدداً من الجنود الامريكيين أصيبوا بجروح خلال هجمات منفصلة في العراق، منها اشتباك استمر أكثر من ساعة جرى بين قافلة امريكية تعطلت إحدى عرباتها وبين مهاجمين مجهولين في بلدة الخالدية على بعد 30 كلم إلى الغرب من مدينة الفلوجة على الطريق المؤدي إلى مدينة الرمادي. فقد أصيب جندي بجروح في مدينة الحبانية التي تبعد 20 كلم غرب الفلوجة عندما تعرضت قافلة امريكية لهجوم بصواريخ ار.بي.جي وأسلحة خفيفة. كما أكد لوكالة فرانس برس السرجنت داني مارتن المتحدث باسم الجيش الامريكي. وأضاف ان آليتين امريكيتين أصيبتا بأضرار في الهجوم.
وقال شهود عيان ان عددا من الجنود الامريكيين قتلوا وتعذر تأكيد الأمر من مصادر الجيش الامريكي.
وذكر المراسل ان الاشتباك بدأ عند الساعة 30 ،16 (30 ،12 ت غ) عندما توقفت قافلة امريكية تضم ناقلتي جند وسيارتي جيب في الخالدية بسبب عطل في إحدى العربات.
وأضاف ان رجالاً مسلحين وملثمين برزوا في هذا الوقت وأطلقوا ثلاث قذائف صاروخية على القافلة المتوقفة وأصابوا إحدى العربات واشتعلت فيها النار.
وتم إرسال تعزيزات من الدبابات والمدرعات إلى مكان الحادث ووقع تبادل لاطلاق النار بين الامريكيين والمهاجمين الذين استخدموا أيضا مدافع الهاون والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة. وأفاد المراسل ان إحدى المدرعات أصيبت واشتعلت فيها النيران.
ورد الامريكيون مستخدمين رشاشات دباباتهم فيما كان المهاجمون الملثمون على بعد بضعة أمتار منهم.
وأشار المراسل إلى ان تبادل اطلاق النار ألحق أضراراً بالمباني القائمة على طول الشارع الرئيسي وان حرائق اندلعت في البلدة.
من ناحية أخرى أعلن ناطق عسكري امريكي أمس الجمعة ان جندياً امريكياً قتل وجرح اثنان آخران في انفجار عجلة شاحنة كانوا يعملون على استبدالها في بغداد.
وفي برلين أكد وزير الخارجية الامريكي كولن باول في حديث لمحطة التلفزيون الالمانية «آي ار ديه» أمس الجمعة ان الولايات المتحدة لا تنتظر قوات ألمانية في العراق.
وقال باول «على كل بلد ان يقرر بشأن مساهمته (في العراق) في حال صدور قرار جديد عن الأمم المتحدة، واذا أرادت ألمانيا المساعدة في اعادة بناء قوة أمنية عراقية، هذا جيد، ولكنني لا انتظر قوات ألمانية».
وأشار إلى ان المستشار الألماني جيرهارد شرودر «أوضح ذلك منذ البداية».
وقال باول ان ألمانيا «قدمت مساهمات أخرى» و«تلعب دورهاً»، معبرا ًعن شكره لبرلين على «عملها الضخم» في أفغانستان.
وحول تخلي الولايات المتحدة عن بعض السلطة في العراق للأمم المتحدة. قال باول «لا يمكننا التخلي ببساطة عن كل السلطات لأن الأمم المتحدة غير قادرة على توليها».
وأضاف «لم تعد هناك حكومة في نهاية النزاع واذا تسلمت الأمم المتحدة غدا السلطة في العراق وعاد السفير (بول) بريمر إلى بلاده، ماذا ستفعل الأمم المتحدة ومع من؟».
وعرض الحاكم المدني الامريكي على العراق بول بريمر في الثامن من ايلول سبتمبر خطته السياسية على سبع مراحل للعراق حيث تسير «إعادة السيادة الكاملة» إلى البلد ببطء، وتمر باعتماد دستور جديد وإجراء انتخابات عامة.
|