* القاهرة - مكتب الجزيرة د.أماني الطويل:
أكد مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني ان استمرار المفاوضات بين نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه وزعيم الحركة الشعبية لجنوب السودان مؤشر ايجابي، ونفى ان تكون المفاوضات قد وصلت الى طريق مسدود طبقا لبعض التقارير الصحفية. وقال عثمان في مؤتمر صحفي عقده بدار السفارة السودانية بالقاهرة ان لقاء طه/ قرنق يؤسس لمسودة اتفاق شاملة ومتكاملة إلى حد كبير مشيراً إلى أن فشل المفاوضات هذه المرة قد يعني العودة إلى خيار الحرب الذي هو آخر ما نتوقع من خيارات.
ودلل عثمان على المؤشرات الايجابية لمسار المفاوضات إلى استدعاء عدد من المختصين لكينيا فيما يخص بالترتيبات الأمنية على الأرض والملف العسكري.
وقال ان لقاء طه / قرنق لا يعني وجود خلافات داخلية في معسكر الحكومة بشأن ملف المفاوضات ولكنه محاولة لتعزيز الثقة بين القيادات التي ستتعامل مع تنفيذ اتفاقية السلام في الفترة الانتقالية.
ونفى عثمان أن يكون هناك اتجاه لتطبيع العلاقات مع ارتيريا وقال ان الاهتمام المصري بالعلاقات السودانية الارتيرية لا يمكن تسميته بالوساطة مشيراً إلى انه قبل ان تكف ارتيريا عن التدخل في الشأن السوداني وإيواء المعارضة السودانية فانه يمكن ان تكون هناك أسس لتطبيع العلاقات. وأشار عثمان إلى اهمية الوفاق الوطني السوداني في هذه المرحلة لتوفير البنية التحتية لاتفاقية السلام حيث ان الوحدة الوطنية هي الضمان الوحيد لسلام دائم في السودان يضمن استقرار الاتفاقية.
وأكد عثمان ان اهم ركائز هذه الوحدة الوطنية هي التعددية السياسية التي تستفيد من التنوع الموجود في السودان كما انه بدون وحدة وطنية يمكن ان يكون السلام السوداني هشاً وقابلاً للانفجار كما انه لا يمكن متابعة تنفيذ الاتفاقية اضافة لتعرض عملية التنمية الاقتصادية في السودان لتحديات صعبة. وفيما يخص الملفات الشائكة في مفاوضات السلام الراهنة في كينيا قال وزير الخارجية السوداني ان التوزيع العادل للسلطة لا بد ان يأتي على جسر التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة اضافة لخيارات صندوق الاقتراع. وحول المساعي المصرية في مفاوضات السلام قال عثمان ان القاهرة قد قامت باتصالات مهمة مع الامريكيين والبريطانيين في هذا الصدد واشار وزير الخارجية السوداني إلى ان مصر ليست محايدة في موضوع وحدة السودان وقد حافظت على هذا الموقف سواء في ظل علاقات قوية مع الحكومة أو دون هذه العلاقات مشير الى ان الخرطوم لا تتحفظ على علاقات القاهرة بالحركة الشعبية وأكد عثمان: نحن نريد ان نستثمر مصر لجعل خيار الوحدة في السودان خيارا مقبولاً في نهاية الفترة الانتقالية.
|