عادة ما يتكرر لي السؤال «ما هي الأغنية التي تنساب عنوة» إلى قلبي وأرددها دائماً؟
أجيب وبسرعة: إنها أغنية «لي ثلاث أيام» لفنان العرب محمد عبده.. الأغنية التي أحبها ربما لموقفها، وربما لجمالها.. وربما لأدائه فيها وربما لأشياء كثيرة لا أستطيع البوح بها..
ففي هذه الأغنية «شحنة» كبيرة من الشجن والوله.. وكثير من الجمال والحزن بين كلماتها وألحانها والأدهى من ذلك في صوت مطربها وهو يعيدها للضوء.. للأذن.. للقلب.. لطالبي الفن الأصيل:
لي ثلاث أيام ما جاني خبر
واعني قلب المولع واعناه
كن يوم الناس للعاشق شهر
لا رساله.. ولا كتاب.. ولا وصاه
|
قمة المعاناة.. والوله.. وتصوير بليغ لحاله، وهو يرقب حين مرت عليه ثلاثة أيام كأنها شهور.. فنان العرب محمد عبده يوم أعادها من أدراج الماضي وأطلقها للجيل الجديد بعد ان كاد هذا الجيل لا يعلم انها من ماضيه الأجمل.. ويعلم فنان العرب جيدا انها ستكون الأكثر جمالاً وإبحاراً خاصة لمن يعشق الفن الأصيل.. وحين يحكي عن معاناته خلال الثلاثة أيام وانها مرت كثلاثة أشهر بلا رسالة أو وصاه يصور كيف كانت حالته خلال تلك الأيام الثلاث:
آآه.. أتصبر يا معين اللي صبر
واتحرى غاية القلب ومناه..
|
خرجت الآه من الشاعر أولاً ثم من الفنان ثم من جميع عشاق الكلمة والأغنية الجميلة.. يصبر.. وينتظر غاية الحب ومناه.. ولمن يلومونه في حبه لم ينس أن يقول:
الهوى يا هل الهوى كله خطر
خلوا المشتاق يشبع من هواه..
|
وهنا لابد ان نتوقف قليلاً.. فقد صور «مكمن» الخطورة في مرحلة من مراحل العشق التي تفوق فيها الشاعر وكذلك ملحن ومغني الأغنية، وربما كان الشاعر «يتلذذ» بالبعد ومعاناته بأن يتركوه ينعم في هواه.. وعذابه!!
انها بالفعل أغنية تستحق التوقف عندها.. وتستحق منا ان نسمعها فهي من الأغاني «الخالدة» التي لن تندثر مع الأيام ولي وقفة الأسبوع القادم مع إكمال الجزء الثاني إن شاء الله.
علاقتي براشد الماجد
بعض الإخوة هداهم الله استفزهم وأثار «حنقهم» حول علاقتنا المميزة بالفنان راشد الماجد وعلاقته بنا.. بنثر الكلام هنا وهناك.
وبالمناسبة فإنني أكدت سابقاً وأؤكد الآن انني لم ولن «أسوق» لهذه العلاقة في يوم من الأيام ولا حتى مستقبلاً.. وإذا كانت علاقة «البعض» قد انقطعت براشد لأسباب لا نجهلها ونعلمها فإنني لم أحاول يوما ان تتسع «الهوة» بينهم، ولكن كما يقال «يداك أو كتا وفوك نفخ».. ولن أسمح لأحد ان يروج هنا وهناك لكلام لا فائدة منه.. وإلا فلا مانع عندي من كشف «بعض» من الأوراق للإيضاح فقط.. ولا أنسى أن أشير إلى ان علاقتنا سواء براشد أو بغيره مبنية على «الوضوح» والاحترام المتبادل ولسنا «أبواقاً» لأحد وخاصة الماجد الذي نقدر له تقديره لنا ولم نتحدث يوماً على لسانه.. وهو يعلم ذلك جيداً!!
للقراء أعتذر
للمرة الثانية اعتذر من السادة القراء والقارئات لأنني وعدتهم بعرض رسائلهم اليوم ولكن لعدم اتساع المساحة فقد تعذر نشرها اليوم وأعدكم بتخصيص مساحة كاملة لكم الأسبوع بعد القادم إن شاء الله.
|