سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على تعقيب الأخ عبدالعزيز محمد السحيباني في العدد 11296 وتاريخ 5/7/1424هـ على ما سبق ان كتبته في العدد 11289 حول كلمة مهرجان التي دعا الأخ عبدالعزيز إلى تركها واستبدالها بكلمة عربية مثل ترويح أو ترفيه.. كونها في الأساس تطلق على عيد من أعياد الفرس، حيث أوضحت في مقالي ان هذه الكلمة وان كانت فارسية الأصل فانه قد تم نقلها إلى العربية منذ أكثر من ألف عام.. كما بينت ان اللغات تتبادل فيما بينها الكلمات والمصطلحات.. وان القرآن الكريم توجد فيه العديد من الكلمات الفارسية.. وان العرب في الماضي استخدموها ولم يستنكر أحد منهم ذلك.. أو يرى ان في ذلك مساساً بالعادات والتقاليد.. قال شاعرهم وكما في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني:
لا تقل بشرى ولكن بشريان
غرة القاضي ويوم المهرجان
|
ولكن الأخ عبدالعزيز لم يرق له ذلك ورد بانفعال على مقالي.. ولي عدة ملاحظات على ذلك هي على النحو التالي:
أ قال مستنكراً عليّ «لا أدري ما علاقة الأصالة والعادات والتقاليد بكلمة مهرجان» ناسياً انه في مقاله قد دعا إلى ترك هذه الكلمة حفاظاً على الأصالة والعادات والتقاليد..!
وأقول له ان الذي جعل لهذه الكلمة علاقة بهذه القيم في مقالك هو نفسه الذي جعل لها علاقة بها في مقالي.
ب ذكر ان كلمة مهرجان تعني الهرج والمرج واللهو..
وقد تتبعت قواميس اللغة العربية فلم أجد لهذا التعريف أثراً ولا أعلم من أين أتى أخونا بهذا الاختراع الذي لم تستطعه الأوائل؟
ج بعد ان تطرق إلى أصل كلمة مهرجان حيث تطلق على احتفالات عيد من أعياد الفرس، عاد وقال انها كلمة مفرغة المضمون فأي تناقض هذا..؟
د دخل أخونا في مغالطة يحاول من خلالها استمالة القارئ عندما قال لماذا نقلد غيرنا في عاداتهم وتقاليدهم ومهرجاناتهم، وندع عاداتنا وتقاليدنا بدعوى التقدم! وأنا أقول له ما أسرع نسيانك يا أخ عبدالعزيز.. ألم تقل في أول مقالك ما علاقة كلمة مهرجان بالعادات والتقاليد..؟ ثم ما هو المحذور على هذه القيم من هذه الكلمة التي تعايشت معها على مدى هذه القرون.
هـ انه ليصعب على أي إنسان أن يجد لهذه التسمية بديلا في اختصارها ودلالتها فهي تعبر عن معانٍ عديدة بكلمة واحدة وهي كلمة مهرجان كما انها لم تخرج عن معناها في الفارسية ثم في العربية بعد ذلك من حيث إطلاقها على الاحتفالات.
و قال الأخ عبدالعزيز في تعقيبه «وأخيراً اتضح الهدف المغطى من هذا الموضوع.. معلقاً على قولي ولكننا نكصنا من بعدهم على أعقابنا جاعلين من الأصالة الموهومة والعادات والتقاليد درعاً واقياً يقينا من كل تقدم وتجديد فصرنا إلى ما صرنا إليه».
ولكنه لم يوضح ذلك الهدف المغطى الذي أرمي إليه من وراء ذلك والذي استطاع اكتشافه وكان الأحرى به أن يتحفنا بذلك وألاّ يحتجبن هذا العلم اللّدنّي في صدره.
ز وحيث تراجع الأخ عبدالعزيز في آخر مقاله فإنني أقول له ان الرجوع إلى الحق فضيلة.
والله ولي التوفيق.
حمود المزيني/المجمعة ص ب 82
|