الوراثة والتوريث حق مشروع، ولا غبار عليه، ولا نستطيع النقاش فيه إلا بالشكل الذي ارتضاه الشرع المبارك لنا، ولكن بالتأكيد لذلك حدود لا يجوز تعديها أو تجاوزها لما في ذلك من مخاطر جمة وأشياء لا تحمد عقباها.
من ذلك على سبيل المثال ان العلماء، وهم كثر والحمد لله يتوفاهم الله، أو سيأتي يوم يتوفاهم به الله، وهذه حقيقة، وعلمهم وفتاواهم كثيرة وعديدة، وشملت الكثير من مرافق الحياة، وكان لها اسهاماتها البارزة في المجتمع الإسلامي المحلي والعالمي، ولذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال ان يرى أبناؤهم ذلك الإرث الكبير دون ان يسمحوا بنشره وتوزيعه إلا بإذنهم وموافقتهم أو لا سمح الله بالطلب أكثر من ذلك، أو حتى بمنع نشره، إنه يجب ان تصدر أنظمة وتشريعات حول هذا الأمر الخطير.
كيف يحق لابن عالم أن يمنع علمه أبيه عن الناس، ومن المعلوم ان العلم النافع هو صدقة جارية لصاحبه حتى بعد مماته، الأمر خطير بحق العالم أولاً وأخيراً، وبحق الناس جميعاً، والابن بالتأكيد يفهم الأمر خطأ، ويجب تنبيهه على غفلته وحالته التي وصل إليها بفهمه الخاطئ إياه.
لا أعلم إن كان الأمر يستدعي صدور فتوى بهذا الأمر، فالأمر من الناحية الشرعية يختلف عن تنظيرات البشر وقوانينهم، والعلوم الشرعية يختلف التعامل معها عن التعامل مع أمور الدنيا، وبالتأكيد فهي أبعد ما تكون عن الكسب المادي والأطماع الدنيوية!
نصيحتي التي أهمسها في اذن الأبناء الذين فهموا الأمر على غير وجهه الصحيح ان يتقوا الله في آبائهم وإخوانهم المسلمين وفي أنفسهم، لينالوا البر والنعيم، وحتى لا يكونوا أبناء عاقين لآبائهم، والله نسأل الهداية للجميع.
|