* نيويورك - الوكالات:
عرضت فرنسا وألمانيا وروسيا على الولايات المتحدة اقتراحات بشأن العراق تتضمن الموافقة على قيادة عسكرية امريكية مقابل تقليل سيطرة الولايات المتحدة على النواحي المدنية لصالح العراقيين والأمم المتحدة.
وقدمت الدول الثلاث تعديلات وزعت مساء الأربعاء على مشروع قرار امريكي في مجلس الأمن قبل وقت قصير من اجتماع وزراء خارجية في جنيف لمعرفة ان كان بالامكان التوصل إلى حل وسط.
غير ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول سخر على الفور من فكرة التخلي عن السلطة بسرعة خلال مقابلة مع قناة تلفزيون الجزيرة القطرية.
وقال باول «الاقتراحات بأن ... كل ما علينا عمله هو ان نستيقظ صباح غد ونعثر على عراقي يتصادف مروره ونسلمه الحكومة ونقول له أنت الآن المسؤول وان السفير بول بريمر والجيش الامريكي سيرحلون» ليست حلاً مقبولاً.
واقترحت إدارة الرئيس جورج بوش تحويل جيوش الاحتلال إلى قوة متعددة الجنسيات بتفويض من الأمم المتحدة مع مركز قيادة موسع تحت قيادة الولايات المتحدة.
وهدف واشنطن هو إشراك قوات من دول تضم الهند وباكستان وتركيا وبنجلادش تقول انها تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة.
ولم تبد فرنسا وألمانيا اعتراضا على الجزء الخاص بالقوات لكنها تريد من الولايات المتحدة وبريطانيا الإسراع بانهاء الاحتلال وإعطاء العراقيين قدراً أكبر من السلطة على الحياة المدنية بما في ذلك ايرادات النفط.
وتدعو الوثيقة الفرنسية الألمانية التي صدرت منفصلة عن التعديلات الروسية الخفيفة الأمم المتحدة لكي تقر مجلس الحكم في العراق والحكومة باعتبارهم «أوصياء على السيادة العراقية» إلى ان يتم تشكيل حكومة منتخبة.
وتمنح الوثيقة للأمم المتحدة دوراً أكبر في تقديم توصيات لمجلس الأمن بشأن جدول زمني والمساعدة في إعداد مسودة دستور يؤدي إلى انتخابات بالتنسيق مع سلطات الاحتلال والأمم المتحدة.
وتعتقد الولايات المتحدة ان مجلس الحكم في العراق يجب ان يحدد جدولاً زمنياً يؤدي إلى إجراء انتخابات بالتنسيق مع سلطات الاحتلال والأمم المتحدة.
وأقرت روسيا أيضا سيطرة الجيش الامريكي على القوات لكنها تقول ان تسليم السلطة المدنية للعراقيين يجب ان يحدث تدريجياً.
وطلبت موسكو من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ان يقدم جدولاً زمنياً محدداً لإعداد مسودة دستور وإجراء انتخابات بالتعاون مع مجلس الحكم في العراق وبالتشاور مع قوات الاحتلال.
وللاسراع بالعملية دعا عنان الاعضاء الخمس الدائمين الذين يتمتعون بحق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً لإجراء محادثات في جنيف. والخمسة هم باول ووزراء الخارجية البريطاني جاك سترو والروسي إيجور إيفانوف والفرنسي دومينيك دو فيلبان والصيني لي تشاو شينج.
وألمانيا التي تنسق سياساتها مع فرنسا بشأن العراق ليست عضواً دائماً في مجلس الأمن وانتخبت لعضوية المجلس لمدة عامين.
وتريد الولايات المتحدة وبريطانيا إجراء تصويت قبل ان يلقي الرئيس جورج بوش كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر ايلول لكن العديد من أعضاء مجلس الأمن يتوقعون ان تستغرق المفاوضات فترة أطول.
ورغم نداءات من جميع أعضاء المجلس بأن تقوم الأمم المتحدة بدور رئيسي في العراق فان العاملين بالأمم المتحدة مازالوا يشعرون بالقلق بشأن الأمن بعد تفجير مقر المنظمة الدولية في بغداد يوم 19 اغسطس اب الذي أدّى إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة 100 آخرين. ومن المتوقع ان يبحث عنان قدرات الأمم المتحدة بالتفصيل يوم السبت.
وقال دبلوماسيون ان بعض الدول التي وافقت على إرسال قوات إلى العراق قد يكون لديها بعض التحفظات.
واقترح بعض المبعوثين تشكيل قوة منفصلة لحراسة موظفي الأمم المتحدة والقيام ببعض مهام الحراسة.
و تربط التعديلات التي طرحتها روسيا على مشروع القرار الامريكي حول العراق مهمة القوة المتعددة الجنسيات التي ستحدد مدتها بسنة قابلة للتجديد، بعملية التطبيع السياسي في البلاد حسب الخطة التي تضعها الأمم المتحدة.
وتخصص التعديلات الروسية القريبة جدا من التعديلات التي اشتركت في تقديمها فرنسا وألمانيا، مكاناً محورياً للأمم المتحدة التي كلف امينها العام كوفي انان «وضع الجدول الزمني والبرنامج الذي يقود الشعب العراقي إلى تشكيل حكومة تمثل كافة شرائح مجتمعه ومعترف بها دولياً».
وتنص التعديلات الروسية التي يجري تداولها حاليا في الأمم المتحدة على ان تبقى قوات التحالف الموجودة الآن في العراق والتي سيزداد عددها بقوات ترسلها دول أخرى، تحت قيادة امريكية وتشكل عديد القوة المتعددة الجنسيات.
وتقضي مهمة هذه القوة ب «اتخاذ جميع التدابير التي تساهم في حفظ الأمن والاستقرار في العراق بهدف توفير الظروف التي تمكن من تحقيق البرنامج» السياسي الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان.
ومدة مهمة هذه القوة سنة يمكن تمديدها من قبل مجلس الأمن وتنتهي عندما يبلغ الأمين العام مجلس الأمن ان العملية السياسية تمت كما هو مقرر.
وأخيراً، تلغي التعديلات الروسية المفهوم الأساسي الذي تصر عليه واشنطن، لمشروع القرار الامريكي وهي ان القرار مدرج في إطار مكافحة الإرهاب.
وخلافا للتعديلات الفرنسية الألمانية، تتخذ روسيا موقفاً متحفظاً من مجلس الحكم الانتقالي الذي أقامته قوات التحالف في العراق، ولا تتحدث عن الاعتراف به.
وهي لا ترى فيه أفضل محادث للأمين العام للأمم المتحدة لاعداد البرنامج الزمني للعملية السياسية التي ترى موسكو، مثل باريس وبرلين، انها يجب ان تؤدي إلى صياغة دستور وإجراء انتخابات ديموقراطية.
وتسقط التعديلات الروسية أجزاء كبيرة من النص الاميركي الذي يفقد بذلك نصف بنوده الـ 18.
|