* رام الله ( الضفة الغربية ) غزة صور ( لبنان ) أف ب:
تظاهر أكثر من خمسة عشرألف فلسطيني مساء أمس الخميس أمام مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله وفي قظاع غزة وفي طولكرم في شمال الضفة الغربية تعبيرا عن تضامنهم معه بعد قرار الحكومة الأمنية الإسرائيلية بطرده من الأراضي الفلسطينية.
وأطلق المتظاهرون هتافات مؤيدة لعرفات الذي خرج لتحيتهم أمام مقره قائلا «هذا هو رد شعبنا على قرارهم» في إشارة إلى الإسرائيليين.
واعتبر أن هذه التظاهرات «تقول للعالم أجمع إن هذا الشعب لا يخاف ولن يركع».
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى «الوحدة الوطنية» مكررا هذه العبارة ثلاث مرات.
ورفع المتظاهرون لافتات بينها «عرفات خط أحمر وطرده مرفوض» وأطلقوا هتافات مناهضة لرئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون ومؤيدة لعرفات مثل «بالروح بالدم نفديك يا بو عمار».
وكان عرفات قال قبل ذلك في تصريح صحافي إن «أحدا لن يطردني» مضيفا «بإمكانهم قتلي بالقنابل لكنني لن أغادر».
وفي مدينة غزة تظاهر نحو ألف شخص دعماً للرئيس الفلسطيني تلبية لنداء وجهته القوى الوطنية والإسلامية التي تضم 13 حركة فلسطينية.
وفي طولكرم في شمال الضفة الغربية تظاهر أكثر من ألفي شخص دعماً للرئيس الفلسطيني أيضا.
وتأتي هذه التظاهرات بعد نحو ساعة من إعلان الحكومة الأمنية الإسرائيلية برئاسة شارون قرارها بطرد عرفات من دون تحديد تاريخ لذلك.
وقد هدد رئيس الوزراء الفلسطيني المعين أحمد قريع مساء أمس الخميس بتعليق تشكيل حكومته في أعقاب موافقة إسرائيل على إبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال قريع في بيان «إذا لم تتراجع الحكومة الإسرائيلية عن قرارها وإذا ما تمسكت باستخدام القوة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته فإن مسألة تشكيل حكومة فلسطينية ستفقد معناها».
وأضاف «لذلك سأبحث في امكانية تعليق جهودي لتشكيل حكومة جديدة في ظل هذه الضغوط وهذه التهديدات»، كما تظاهر أكثر من عشرة آلاف فلسطيني مساء أمس الخميس في قطاع غزة تضامناً مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والدفاع عنه حتى الموت وسط تهديدات أطلقتها كتائب شهداء الأقصى.
وخرجت مسيرات وتظاهرات عدة من مناطق مختلفة في مدينة غزة وجابت شوارع المدينة حتى تمركزت أمام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة.
وشارك قرابة خمسمائة مسلح بينهم قرابة مائة يحملون شارات كتب عليها «كتائب شهداء الأقصى» ومسلحون ببنادق أوتوماتيكية ورشاشات وأطلقوا النار بكثافة في الهواء.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بالقرار الإسرائيلي إبعاد عرفات ومنها «كلنا أبو عمار» ( ياسر عرفات) و«سنفديك بالروح بالدم يا أبو عمار».
وقال ملثم مجهول عبر مكبر للصوت إن «كتائب الأقصى تعلن حالة الطوارىء في كل مكان ولن نسكت أمام قرار المجرم ( رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل ) شارون».
وأضاف أن كتائب الأقصى «تحمل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تبعات ونتائج هذا القرار الخطير وسيروا بأعينهم رد الكتائب على أي إجراء».
وردد المشاركون هتافات ناشدوا فيها العالم «التدخل الفوري لإلغاء القرار الإسرائيلي ووقف التصعيد الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني».
ورفعت خلال التظاهرة المتواصلة المئات من الصور الكبيرة للرئيس عرفات وأعلام فلسطينية.
وقال ملثم مجهول عبر مكبر للصوت خلال التظاهرة في غزة إن «كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وسرايا القدس (الجهاد الإسلامي) وشهداء الأقصى (التابعة لفتح) ستحيل الأرض إلى جحيم ضد الصهاينة» وأضاف «لن يخيفنا قرارهم».
وفي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة شارك أكثر من خمسة آلاف فلسطيني في تظاهرات تعبر عن رفضها للقرار الإسرائيلي كما أطلقت فيها النيران في الهواء.
وتوعد ملثمون شاركوا في التظاهرتين «بتصعيد العمليات العسكرية» ضد إسرائيل حال الإقدام على إبعاد الرئيس عرفات.
كما تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين مساء أمس الخميس في عدد من مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان تعبيرا عن دعمهم لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات بعدما وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على إبعاده.
وذكر مراسلو وكالة فرانس برس أن حوالي 35 ألف شخص شاركوا في هذه التظاهرات التي جرت في مخيمات الرشيدية وبرج الشمالي والبص قرب صور، على بعد 80 كلم في جنوب بيروت، وفي مخيم عين الحلوة أكبر مخيم للاجئين في لبنان.
ورفع المتظاهرون صورا لعرفات وشعارات كتب عليها «لا لإبعاد عرفات»، و«عرفات رئيسنا» و«نحن رجالك يا عرفات»، و«فليوقف العالم المتحضر الأعمال الإجرامية لإسرائيل».
واعتبر مسؤول في الإدارة الأمريكية أن طرد الرئيس الفلسطيني «ليس حلا» ولن يساعد في إقامة السلام في الشرق الأوسط.
وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «إن موقفنا معروف وقائم منذ فترة طويلة ولم يتغير».
وردت السلطة الفلسطينية على الفور بحدة على القرار الإسرائيلي فحذر نبيل أبو ردينة مستشار عرفات من أن إسرائيل «ستدفع ثمنا باهظا» في حال أقدمت على طرد الرئيس الفلسطيني.
وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن الرئيس الفلسطيني هو «الرئيس الشرعي» للفلسطينيين معتبرا أن طرده إلى خارج الأراضي الفلسطينية سيكون «خطأ جسيما».
وفي الإطار نفسه اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك «أن طرد عرفات سيكون خطأً جسيماً».
|