* واشنطن - الوكالات:
حيت الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس ذكرى تعرضها لهجمات الحادي عشر من سبتمبر التي ضربت في مثل هذا اليوم منذ عامين مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع البنتاجون بمراسم خاصة في عموم الولايات المتحدة لتكريم وتخليد ذكرى ضحايا هذه الهجمات غير المسبوقة.
وقد وصفت هذه الهجمات بأنها الأشد من نوعها التي تقع على الأراضي الأمريكية منذ هجوم الطيران الجوي الياباني المفاجىء والمميت على بيرل هاربور قبل قرابة ستة عقود.
وقال سكوت ماكليلان المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض إن هذا اليوم يوما جليلا في الولايات المتحدة نكرسه لتكريم ضحايا الهجمات «الوحشية والمروعة» التي حدثت في 11 سبتمبر 2001، وشارك الرئيس الأمريكي جورج بوش وزوجته لورا في القداس الذي يقام في كنيسة القديس يوحنا في واشنطن ثم تلا ذلك فترة للصلاة على المرج الجنوبي للبيت الأبيض اداها الموظفون والضيوف المدعوون لهذه المناسبة، ووقف الجميع صامتين لمدة دقيقة عند تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن الصيفي وهو الوقت الذي ضربت فيه الطائرة الأولى البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي.وعبر نهر البوتوماك في واشنطن العاصمة أحيا وزير الدفاع الأمريكي دونالد رأمسفيلد المناسبة بالمشاركة في مراسم وضع إكليل من الزهور على مقبرة أرلنجتون الوطنية.
وفي الساعة 0011 صباحا انضم رامسفيلد والجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان المشتركة إضافة الى دنيس هاسترت رئيس مجلس النواب إلى الوعاظ وموظفي وزارة الدفاع في رفع العلم ومراسم تدشين نافذة زجاجية ملونة في مصلى وزارة الدفاع.
أما مدينة نيويورك فاحيت الذكرى السنوية الثانية للهجوم باقامة مراسم في موقع مركز التجارة العالمي شارك فيها كل من رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبيرج وحاكم ولاية نيويورك جورج باتاكي ورئيس بلدية نيويورك السابق رودلف جيولياني بينما يشارك نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في احتفال مغلق بسبب الاجراءات الأمنية.
وو قف الحضور في لحظة الصمت الأولى في نيويورك عند الساعة 46:8 صباحا تبتعها لحظات صمت لاحقة لتتوافق مع التأثير الذي أحدثه ارتطام الطائرة الثانية وانهيار الأبراج.
وعقب لحظة الصمت الأولى شرع نخبة من الأطفال في تلاوة أسماء كل من وافاهم الأجل بسبب الهجوم وبالإضافة لذلك ستعرض في الموقع لوحة زينها الأطفال للذين فقدوهم.
وقد أكد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ان بلاده ملتزمة بنشر الديمقراطية والسماحة والحرية في الشرق الاوسط من اجل دفع التقدم والامل في عملية السلام في المنطقة.
وأشار بوش في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى أن الادارة الأمريكية مصممة على منع شبكات المنظمات الارهابية من الحصول على أسلحة الدمار الشامل وقال ان التاريخ سيطلب أكثر من ذكرى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي شهدتها الولايات المتحدة.
وأضاف بوش في الكلمة التي تركزت حول موضوعات الامن الداخلي أن الولايات المتحدة لن تنتظر حتى تقع المزيد من الهجمات مشيرا إلى ان الولايات المتحدة شنت حربا عالمية ضد الارهابيين في اي مكان يختفون فيه واي مكان يخططون للعمل فيه قائلا إننا سنعمل على ان نقدمهم للعدالة.
وقال الرئيس الأمريكي ان ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر لن تتركنا ابدا ولن ننسى برجي مركز التجارة العالمي والمكالمات الهاتفية الاخيرة التي تمت منه كما اننا لن ننسى رجال الانقاذ الذي ذهبوا بأنفسهم نحو الخطر والركاب الذين حاولوا مقاومة الخاطفين.
وقال الرئيس الأمريكي لقد اوضحنا من قبل أنه إذا آويتم الارهابيين أو ساعدتموهم فانكم مذنبون مثلهم ونحن نحمل الحكومات المسؤولية على ايواء الارهاب.
ومضى الرئيس الأمريكي يقول إن الارهابيين فقدوا معسكرات التدريب في أفغانستان وفقدوا حماية نظام طالبان كما فقدت شبكة تنظيم القاعدة ما يقرب من ثلثي قادتها الذين قتلوا او تم القاء القبض عليهم.. مضيفا ان شبكات الارهاب فقدت ايضا الوصول إلى أكثر من مائتي مليون دولار تم تجميدها في عدة أرصدة مختلفة حول العالم.
وقال لقد فقد الارهابيون راعيا لهم في العراق لذا فإن شبكات الارهاب لن تحصل أبدا على أسلحة الدمار الشامل من نظام صدام حسين الذي لم يعد له أي وجود الآن.. مشيراً إلى ان الولايات المتحدة دخلت مهمة جدية في الحرب على الارهاب وهي مساعدة الشعب الافغاني في بناء مؤسساته بعد سنوات من القمع والعمل أيضا مع الشعب العراقي لبناء بلد ديمقراطي في قلب الشرق الاوسط.
وأضاف بوش قائلا ان أكثر من 260 من المشتبه في اشتراكهم في العمليات الارهابية قد تم توجيه التهم لهم في الولايات المتحدة كما تمت ادانة 140 شخصا بالفعل.
وأشار بوش إلى ان الولايات المتحدة لديها استراتيجية واضحة وقد قامت بإعادة تنظيم حكومتها من أجل تعزيز استراتيجيتها كما تم وضع العديد من الاهداف في مجال الامن الداخلي وذلك لمنع وقوع المزيد من الهجمات على الولايات المتحدة.
وأوضح انه في العام الحالي ضاعف مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف.بي.اي» جهوده من اجل البحث عن الارهابيين مشيرا إلى أن جهاز «اف.بي.اي.» ملتزم بقوة في مجال تطبيق القانون حيث أصبحت لديه قدرة افضل على تحليل التهديدات ومشاركة المعلومات مع الوكالات الحكومية الاخرى التي لها صلة بهذا الموضوع.
وأشار بوش إلى أن هناك ما يزيد على 48 ألف شخص يعملون في أجهزة مراقبة وفحص الامتعة والاشخاص كما ان هناك أجهزة جديدة تراقب اية حقيبة تصعد الى الطائرات.
وأوضح بوش انه في القريب سيتم استقبال الزائرين للولايات المتحدة بموظفين بزي موحد بدلا من موظفين مختلفين من إدارات الجمارك والزراعة والهجرة كما تقوم وزارة الخارجية بعملية مراجعة شديدة لطالبي الحصول على تأشيرة الدخول لتتبع الزائرين لفترة قصيرة إلا أنه أكد على انه على الرغم من ذلك فإن الولايات المتحدة ستبقى بلدا مضيافا للعائلات والسياح والطلبة ورجال الاعمال من الدول الاخرى ولكن الحدود يجب ان تغلق في وجه المجرمين والارهابيين.
وأضاف الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمته أنه منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 فقد قامت الولايات المتحدة بأكبر عملية لتأمين حدودها الساحلية منذ الحرب العالمية الثانية.. مشيرا إلى ان قوات حرس الحدود التي أصبحت الآن جزءا من وزارة الامن الداخلي قامت بأكثر من 124 الف دورية على الحدود الساحلية لأمريكا.
| 
