شاهدت في قناة المستقلة الفضائية حوارا مع الدكتور حسن بن حميد حول موضوع «الوهابية» وهو موضوع شيق ومهم جدا بالنسبة لنا نحن السعوديين وكذا تلاميذ الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله في اي مكان، لكن كان موقف الدكتور حسن فيه كثير من الهنات جعلت اخصامه يتفوقون عليه من خلال اتصالاتهم والتي لم يرد الدكتور عليها، وهنا رجحت كفتهم على حساب الشيخ ابن عبد الوهاب لأن المحاور والذي هو الدكتور حسن لم يكن يجيد فن المناظرة مع قوم يقارعون الحجة بالحجة، وذلك لعدة أسباب منها:
أ - ان الدكتور بدأ مرتبكا في الحوار وكأنه غير واثق من نفسه ولا من موضوعه بالرغم من جودة معلوماته، ولعل مرد ذلك الى انه كما اظن قد تعود على القاء محاضرة على تلاميذ يهزون رؤوسهم ولا يعارضونه فيما يقول، وفرق بين محاج وبين تلميذ يؤثر الصمت لاجل درجة تضاف في شهادته.
ب - خروج الدكتور حسن بهذا الشكل اعتبره فجوة فتحها هو من حيث لا يشعر «لا اشك في قدرته العلمية ومحبته للشيخ» وصارت ضد الشيخ لا له. وارجو ألا يغضب الدكتور من وضوحي، ففرق بين محاضر يطلب الانصات وهز الرأس استحسانا وبين مقارع الحجة بالحجة.
ج - صوت الدكتور حسن لا يؤهله لخوض حوار قوي يحتاج الى صوت جهوري يغلب على الاصوات المقارعة له، لأن نبرات صوته منخفضة جدا، وتضيع وسط اصوات المقارعين، وهذه يفسرها اخصامه بضعف وما هي بذلك.
د - من علامات ارتباك الدكتور في هذا الحوار انه اشغل المشاهد وانشغل بشماغه الذي دوما يعدله فيشتت فكر المشاهد «لا تغضب يا دكتور وعد الى الشريط وسترى».
و - ضعف معلومات الدكتور التاريخية والتراجم ايضا، حيث سأله المذيع عن اسم شخص قال: والله ما ادري؟ فهل يعقل ان محاورا لا يدري عن شخص يتحدث عنه، وفي موضوع مهم؟
ز - هناك كثيرون من المتصلين اتصلوا وطلبوا اسماء معينة لتكون مع الدكتور، لكن الدكتور لم يفهم اشارات المتصلين بالبرنامج.
ح - حينما اقول هذا، فهذا لا يعني عدم ثقتي في علم الدكتور، لكن لانه جاء للحوار في موضوع قوي، والموضوع يحتاج الى شخص قوي ومتمكن تاريخيا واجتماعيا ويحضر لمادته ويتنبأ بالأسئلة وعنده سرعة بديهة ونصوص، ثم ان الموضوع موضوع لا يخص الدكتور ولا الشيخ رحمه الله لكنه يخصنا جميعا، والفشل او التفوق فيه ينعكس علينا جميعا.. ليت الدكتور لم يفعل وانسحب بعد الحلقة الاولى، فهو هنا لم يأت لالقاء محاضرة على طلاب، لان طلابه عبر الشاشة يختلفون عنهم في الفصل الوديع، حيث اراد الدكتور اجتهاداً منه ان يحسن صورة الشيخ كما هي، لكنه كما يقولون «أراد أن يكحلها فأعماها».. والله الموفق.
|