تنقل لنا الصحف أخباراً يومية عن حوادث مؤلمة يكون ثمنها أرواح غالية من أبناء الوطن، وحينما نفقد أولئك الأعزاء نشقى ويشقى من بعدهم أبناء وأقارب لهم - ممن لم يتوفوا - بنتائج تلك المآسي من إعاقات وإعالة ونحوها، خصوصاً في هذا المجتمع المترابط المتماسك المتكافل =ولله الحمد على ذلك كله= حيث لايجد أحدنا الراحة الكاملة وهو يستشعر آلام الآخرين من حوله، ومع أخبار تلك النوازل لابد ان تقرأ عبارة: (وهُرِعت فرق الإسعاف لموقع الحدث)، وحينما تهرع تلك المجموعة في محاولة مايمكن إنقاذه فإنها في الواقع لم تتوجه إلى هناك لتضمن لأحد حياته وسلامته بل لتحاول بذل أقصى ما يمكن بذله من جهد في سبيل تحقيق هذا المطلب وفي حدود ما تملكه من خبرات وإمكانات، ويبقى جزء هام وأساسي على من يمكن ان تقع لهم الحوادث وذلك بالاستفادة من تجارب الآخرين سلباً وإيجاباً، فمثلاً حينما نقرأ أن شابين زلقت بهما أقدامهما في أحد المواقع السياحية المرتفعة بالطائف إلى مواقع بين الصخور في سفوح الجبال ليلقيا حتفهما الواحد بعد الآخر في يومين متتاليين: ثم نسمع ونقرأ ان الحادث تكرر في هذا الموسم أيضاً وبنفس الأخطاء فإن الأمر يدعو للتوقف عنده من عدة جوانب، منها ان فرقة الانقاذ أو الإسعاف تعاود (الهروع) ان صح التعبير في كل حادثة مماثلة فهل اتخذت الأسباب المانعة لتكرار مايحدث ونفذت الاحتياطات والارشادات المطلوبة على الوجه الأكمل أو تحقيق الحد المعقول والمأمول من ذلك؟ ثم هل نحن نتقيد بالتعليمات ونحرص على سلامتنا ونتخذ كل أسباب الوقاية والسلامة وتأمين أدواتها في السيارة والمنزل وأماكن التنزه والفسح؟ فالمؤكد عليه أن المسألة تكاملية، وتقاذف العتاب والملامة في هذه الأمور غير مقبول.
|