يتعرض المرضى الذين يلازمون الفراش لفترات طويلة إلى ما يسمى بقرحة المهاد، وهي تموت يصيب الجلد ثم ينتهي بانسلاخه وكشف ما تحته من أنسجة.
وتعتبر مثل هذه المشكلة إشارة على تدهور حالة المريض الصحية، كما انها مؤشر صادق على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمريض، فإن كان نسبتها أقل من 2% فالخدمة الطبية جيدة، وبالعموم تتراوح نسبة حدوثها من 1% إلى 38%.
تحدث هذه التقرحات في مناطق البروز العظمي حيث ينضغط الجلد بين الفرشة والعظم مما يؤثر على تدفق الدم في الشعيرات الدموية فيموت الجلد، وهذا الضغط المؤثر يساوي 32 مم زئبق في المتوسط، ولكن الضغط تساعده عوامل أخرى مثل الحالة الوعائية للمريض، وفي بعض الحالات تكفي ساعتان لاحداث مثل هذه التقرحات.
هناك نوعية من المرضى يجب ان نبدأ معهم ببعض الإجراءات الاحترازية لمنع هذه المشكلة، فمنهم المصابون بالشلل، وسوء التغذية والغيبوبة، وعدم التحكم بالبول أو البراز، ويزيد من قلقنا معشر الأطباء وجود عوامل مصاحبة لهذه الحالات مثل مرض السكري وتصلب الشرايين وضعف العضلة القلبية، وانسمام الدم، وهبوط الضغط.
وتبدأ إجراءات الوقاية منذ اللحظات الأولى لدخول المريض، مثل تقليبه على جنبه كل ساعتين.. { وّنٍقّلٌَبٍهٍمً ذّاتّ اليّمٌينٌ وّذّاتّ الشٌَمّالٌ } ، استخدام فرشات خاصة ثابتة «مائية أو هوائية» أو كهربائية متحركة «هوائية أو هوائية مائية»، تنشيف المريض وتنظيفه والاهتمام بتغذيته.
تقسم قرحة المهاد إلى 4 درجات تبدأ بتغير في لون الجلد وصلابته وتنتهي بانسلاخه كاملاً وعرض ما تحته، ويجب على الطبيب المعالج ان يتابع هذه القرحة بوصف عمقها ومساحتها وجوانبها وما تحتويه من التهابات ونحوها، أو يقوم بتصويرها كل فترة ومقارنة تقدم الحالة أو تدهورها.
وتتم معالجة هذه القرحة بالغيارات المتكررة، وهي على نوعين: تقليدية وخاصة.
فالغيارات التقليدية يستعمل فيها المحلول الملحي المتعادل فقط بدون محاليل التعقيم، أما الغيارات الخاصة فتستعمل بها مواد ماصة للسوائل أو المشبعة بمادة الHyaluronic acid وأخرى محفزة لنمو الخلايا cytokines growth factors or fibroblast growth factors.
وهناك وسائل مساعدة مثل التنبيه الكهربائي الذي يحفز على نمو الخلايا، والحرارة الشعاعية التي تزيد من تدفق الدم، واستخدام الشفط على كامل منطقة القرحة لتحسين التدفق الدموي، واستخدام مواد تشبه الجلد في تغطية القرحة.
أما عن التداخل الجراحي فإنه يستخدم في الحالات المتقدمة، ويكون بتنظيف وتنضير قاعدة القرحة ثم اقفالها مباشرة أو باستخدام أنسجة أو رقعة جلدية، إلا ان التدخل الجراحي في مثل هذه الحالات المأساوية يبقى مكلفاً وتكتنفه الكثير من المخاطر، ولذلك نؤكد بأن الوقاية خير من العلاج.
د. أسامة عرابي *
* طبيب مقيم بقسم الجراحة العامة بمستشفى الحمادي بالرياض
|