|
|
كتب الأخ صالح التويجري موضوعاً في عزيزتي الجزيرة في العدد 11296 بتاريخ 5 رجب 1424هـ بعنوان تناولوها ان كنتم صادقين، والموضوع في الأصل تعقيب على موضوع سابق للأخت هيلة السعوي وكانت فكرة الموضوع مطالبة الكتّاب بالكتابة عن كل ما يهم المرأة وقضاياها المختلفة ومنها تحديد مصير زواج المرأة بأيدي قصّاد معنوياً والحجر على البعض منهن لابن العم أو ابن الخال وكذلك المضايقات التي تحدث لبعضهن في الأسواق والمعاكسات الهاتفية وغير ذلك. فأحببت ان أشارك برأيي المتواضع في هذه القضية التي تهم الجميع وبالتحديد المرأة في مجتمعي الحبيب.. فأقول مستعيناً بالله: يا أخي.. كثيرون هم الذين كتبوا عن هذه القضايا وكثيرون هم من تحدثوا بل وأسهبوا في مثل هذه الأمور وكثيرون من نادوا بإنصاف المرأة إذا كانت ترى بأنها مظلومة.. ولكن أتدري ما هي المشكلة؟ المشكلة ان كتاباتنا تذهب أدراج الرياح وصرخاتنا تضيع في وادٍ غير ذي زرع، وكلماتنا تاهت في صحراء جدباء قاحلة وحروفنا ضاعت في زحمة اللامبالاة.. فلا هناك عين ترى أو أذن تسمع أو قلب يعي وبصراحة لا حياة لمن تنادي.. وتأكد بأن هذا الوضع سيستمر إلى أن تقوم الساعة أتدري لماذا؟ لأننا وبكل بساطة مجتمع قبلي يقوم حتى الآن على الأعراف والقيم والتقاليد والمبادئ الاجتماعية والتي كما تعرف لها مفعول السحر في تصرفاتنا الشخصية أو حياتنا الاجتماعية ولا نملك حيال ذلك حولا أو قوة فهذا موروثنا الشعبي ولا مناص منه إلا إذا تخلصنا من جلودنا ودمائنا وربما أرواحنا.. علماً بانه ليس عيباً أبداً ان تتمسك بموروثك الشعبي الأصيل وعاداتك وتقاليدك الحميدة فهذا عين الصواب وشعب بدون هذه الأشياء هو بالتأكيد مجتمع بدون هويّة ونحن ولله الحمد لسنا كذلك أبدا ولكن ان يستمر العمل بالموروث الشعبي السلبي والعادات المقيدة للكثير من الحريات الشخصية فهذه هي المشكلة.. وصدقني ان تزيل أو تغيّر جبلاً من مكانه أهون بكثير من أن تحاول ان تغير مجتمعاً بأكمله.. ولتعلم أخي الفاضل أنه طالما بقيت حبة الخشم وطال عمرك ورمي الشماغ ويسلّم عليك أبو فلان أقول طالما بقيت هذه الأشياء ستبقى النظرة الدونية للمرأة في المجتمع وستظل المرأة في أعيننا وعقولنا هي من يجب ان تنفذ الأوامر فقط دون سؤال أو اعتراض وهي من تكنس وتطبخ وتغسل دون كلل أو ملل حتى وان بلغت أعلى المناصب وأفضل المراتب وستظل هي من يقدم لنا كأس الماء حتى ولو كان على بعد شبر واحد من أفواهنا.. ستبقى المرأة هي من تؤمر فتطيع ومن تسأل فتجيب دون ان نسمح لها بالتذمر أو الشكوى.. حتى وان بلغنا كما نعتقد قمة الثقافة والتحضر.. وأخيراً ستبقى المرأة هي بوتقة التفريغ للرجل في كل حالاته في غضبه وسروره في حزنه وسعادته في انحرافه والتزامه.. حتى ضغوطه النفسية وأخطائه يحمّلها للمرأة ولِمَ لا يا أخي أليس المرأة من موروثاتنا الشعبية والاجتماعية وهي ملك لنا إذن يجب ان تكون كما نريد وليس كما تريد هي..هذه هي الحقيقة حتى وان قلنا عكس ذلك في لحظة صفاء ربما مع المرأة وربما من أجل مصلحة مشتركة مع المرأة أو للمرأة.. ولكن الويل كل الويل لها إن هي أخطأت حتى بدون قصد عندها سننسى تحضرنا وثقافتنا المزعومة وسنكيل كل التهم لتلك المغلوبة على أمرها وسنعرّفها من هي أولاً وأخيراً حسب رأي المجتمع..فإذا هي لم تنصع لقرارات الرجل مهما كانت فهو لن يرحمها والأسرة لن تتركها في حالها وحتى المجتمع سيقف ضدها فهي المخطئة أولاً وأخيراً وهي التي يجب ان تكون الإسفنجة التي يجب ان تمتص الرجل في كل حالاته.. هذه هي المرأة لدينا فهذه هي مكانتها مهما حاولنا إخفاء الحقيقة ودفن رؤوسنا في الرمال.. وأخيراً ربما يكون للمرأة دور ولو بسيط في هذه النظرة فبعضهن لا تستحق فعلا أن يطلق عليها لقب امرأة أو أم بإهمالها وتسيبها وتركها لوظيفتها الأساسية وبعدها عن الرجل. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |