هنيئاً لمن شهد المسلمون له بالخير ومن عُرف بالخير والبذل ومن كل وجه أن هناك أناساً نفقدهم وحتى ولو لم تكن ملتصقاً بهم نتأثر بفقدهم ونشارك ذويهم أحزانهم. إن الهامات العالية التي تغرس في النفوس الفضيلة لابد أن نرفع رؤوسنا لنرى أصحاب تلك الهامات لأنها تمثل قدوة يحتذي بها مجتمعنا القريب قبل البعيد، وهذا ليس بغريب على من وُلد في بيت علم ودين ومن سلك طريق والده رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته.
إن امثال سعد الشثري رحمه الله لا شك أنهم قليلون ولكن لا تعدم هذه الأمة من خير أهلها، والحقيقة كلما رأيت ذلك الرجل رحمه الله تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما قال: «ولمدة ثلاثة أيام يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة» فلما أصاب الفضول أحد الصحابة رضوان الله عليهم نزل ضيفاً على هذا الرجل ليرى ما يفعل ليقتدي به، وعلم بعدثلاث ليالٍ أن أعظم صفة لهذا الرجل هي أنه لا يحمل حقداً لأحد فكيف إذا كان مع ذلك أنه من أهل الخير والبذل والعطاء ومن الساعين بالمعروف بين الناس.
رجل يفرح كل من يلاقيه ويسعد كل من يجتمع به ويعرفه، ترى وتسمع الصدق الصريح على لسانه، إننا إذ نعزي إخوته وأبناءه وذويه فإننا نعزي أنفسنا ونعزي الدين والخلق والمروءة والشهامة والكرم والبذل التي فقدت أحد أبنائها البررة، نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن يصلح ذريته لتكمل الطريق على نهج والدهم.
|