|
|
رحل عنا قبل ايام أخي عمر سليمان المديهيم ولم ترحل ذكراه عني عرفته أخاً وصديقاً لا تفارق الابتسامة محياه في وجه كل من يقابله تراه للوهلة الاولى فيجذبك بحسن كلامه وكرم استقباله تسمع منه فتجده شابا ملؤه الطموح والتحدي ولا غرابة في ذلك فوالده العم سليمان المديهيم رجل فاضل كريم الخصال ربى ابنه على طاعة الله وعلى التواضع وفعل الخير وحب الناس فأصبح عمر امتداد لوالده في البذل والعطاء كان رحمه الله مثالا وقدوة لشبابنا ولمن حوله اثر في الكثير منا بدماثة اخلاقه وبعده عن مظاهر الكبر والاعتزاز رحل عنا بهدوء ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة فرحمه الله رحمة واسعة {)يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) (27) )ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) (28)} عندما جاءني خبر وفاته لم اتمالك نفسي ولم اعرف أهو حلم او حقيقة كنت معه قبل ايام من رحيله كان يسألني عن نتائجي في الجامعة وماهو طموحي بعد التخرج ولكنها مشيئة الله ولا راد لقضائه سبحانه كان رحمه الله عطوفا محبا للخير باذلا له وهو الى جانب هذا كله صاحب نخوة عربية اصيلة وله مواقف مشهودة على ذلك تجسد حبه لمساعدة الآخرين اذكر منها اني كنت معه في نزهة برية . وكان معه رحمه الله سيارة من نوع جيب وفي اثناء سيرنا وجدنا سيارة عالقة في الرمل وحولها مجموعة من الشباب يحاولون اخراجها ولكن بدون جدوى فتوقف عمر رحمه الله وربط سيارتهم بسيارته وماهي الا دقائق حتى خرجت السيارة بفضل الله ثم بشهامة هذا الشاب الطيب وفي اثناء عودتنا بعد صلاة المغرب اذا بسيارة اخرى قد علقت في الرمل وبها عائلة وكان الوقت مظلماً ورب الاسرة لم يستطع اخراجها فما كان منه رحمه الله الا ان نزل وساعدهم واخرجوا السيارة وهذا شيء بسيط مما اعرفه عن اخي وصديقي في مواقفه الرجولية التي تدل على تنشأته الطيبة، فلقد كان حريصا على فعل الصالحات . وكان يبادر دائما بالاتصال على من يعرفه يسأل عنهم ويتفقد اخبارهم كانت مناسباته فرصة لالتقاء الاحبة والاصدقاء الذين لم يلتقوا منذ زمن فأصبح حلقة وصل بين الجميع وعنصرا فاعلا ومساعدا على الخير وصلة الرحم ولا ادل على حب الناس له من ذلك الجمع الغفير الذي اكتظ به بيت الفقيد لتقديم العزاء شبابا وشيبا كلهم يلهجون بالدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته لقد كان لفقده اثر بالغ في نفوس من عرفه او سمع عنه وسيبقى عمر خالدا في القلوب بسيرته العطرة ونسأله سبحانه ان يجمعنا واياه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا و{انا لله وانا اليه راجعون}. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |