إن تربية الأبناء أمرُ مهم بل وفي غاية الأهمية، والآباء يتباينون في ذلك وليسوا سواء فهناك من يدلل ابناءه وهناك من يتسمون بالصلف والشراسة في تعاملهم مع الابناء وأرى بأن الطريقتين كلتاهما خطأ.
حيث يجب أن يوزان الآباء بين اللطف والتشجيع للأبناء في حالة التصرفات الإيجابية وفي ذات الوقت يكونون شديدين في حالة قيام الأبناء بتصرفات سيئة وذلك من اجل تقويمهم وتعديل سلوكهم. وقد لاحظت من مخالطتي بالمجتمع أن بعض الآباء دلَّلوا أبناءهم ودلعوهم مما نتج عنه عدم اهتمام الابن بابيه حيث لا يعبأ به ولا يعطيه حقه من التقدير والاحترام بل إنهم يحرجونهم احيانا في مجالس الرجال أما بتصرفاتهم أو أقوالهم وعندها يحمر وجه الأب من الخجل والحرج!!.
ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان فقد اعتاد الابن على أن يطاع في كل شيء وأن لا ينهره أحد وبعد أن يكبر يصعب تعديل تصرفاته!!
وعلى النقيض من أولئك الآباء الذين فقدوا شخصيتهم امام ابنائهم نجد ان بعض الأبناء يخاف ويهلع عند سماعه صوت أبيه ومناداته له او عند قدومه وهذا ليس من زيادة في التقدير والاحترام وإنما لما ترسخ لدى الابن وفي ذهنه منذ الصغر عن قسوة وشدة والده وتعامله الصلف والشراسة في التربية!!
وباعتقادي ان كلتا الطريقتين سيئتان وسلبيتان، فالتدليل والقسوة اسلوبان خاطئان في التربية نتج عنهما فقدان الابناء لشخصياتهم بل إنهما أدتا في بعض الحالات الى الضياع والاجرام.
ومن هنا فإنني أرى أن التربية يجب ان لا يكون فيها إفراط ولا تفريط، فالمفروض أن يمسك الأب العصا من المنتصف أي أن يقوم بتشجيع ابنه ودعمه وتقديم الهدايا له عندما تكون أفعاله واقواله ايجابية وحسنة وفي ذات الوقت يعاقبه ويؤدبه عندما يحيد عن الطريق ويأتي بما هو سيئ من الأقوال والأفعال، عندها تكون التربية الحقة ويسعد الآباء بأبناء صالحين بارين بهم.
ونسأل المولى عز وجل ان يصلح لنا جميعاً نياتنا وذرياتنا.والله من وراء القصد،،،،
|