وعادت الحرب تشتعل من جديد في كل فلسطين.. في الأراضي المحتلة المرشحة لتكون الدولة الفلسطينية المرتقبة.. وفلسطين المحتلة منذ عام 1948م والتي تكون إسرائيل.
والحرب هذه المرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن توقفها هدنة، كما أوقفت الحرب السابقة حينما اتخذت الفصائل الفلسطينية من جانب واحد هدنة ضربتها رعونة آريل شارون بإصراره على مواصلة سياسة الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية وتصعيد القمع للشعب الفلسطيني بهدم منازله وتجويع أهله، وقد أدى تمادي شارون وجنرالاته في المؤسستين العسكرية والسياسية في هذا النهج الدموي إذ بعد أغتيال المهندس إسماعيل أبوشنب وثلاثة عشر آخرين من قادة المقاومة الفلسطينية حاولت عصاباته اغتيال الشيخ أحمد ياسين مما رفع درجة التحدي والاستفزاز في وجه المقاومة الفلسطينية التي لا يمكن أن تظل صامتة عن هذه الجرائم، فكانت العمليتان المزدوجتان اللتان نفذتا مساء يوم الثلاثاء في تل أبيب والقدس الغربية وبفارق أربع ساعات بينهما.
والعمليتان الفدائيتان اللتان نفذتا في مركزين حساسين في العاصمة تل أبيب وما تزعم إسرائيل بأنها العاصمة الأبدية «القدس» وبالقرب من قاعدة عسكرية إسرائيلية وثانية في شارع رئيسي في القدس الغربية، وبالرغم من كل الاحتياطات الأمنية والعمل الاستخباري الضخم الذي كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقوم به منذ المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين، وعودة الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية كجبهتي حرب دامية تتصاعد أعداد ضحاياها لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فشل السياسة الإسرائيلية باعتماد النهج الشاروني باعتماد القوة العسكرية والقمع الذي لن يثني الشعب الفلسطيني من السعي وبكل السبل لنيل حريته وتحقيق حقوقه المشروعة، ولقد بدأت بوادر فشل هذه السياسة وسقوط النهج الشاروني سياسياً بعد سقوطه عسكرياً، إذ بدأت الأصوات ترتفع داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية وخاصة في أجنحة اليسار والوسط تنتقد هذه السياسة وأسلوب شارون في إدارة الصراع مع الفلسطينيين وأخذوا يقارنون بين أفعال شارون في لبنان وما يفعله الآن في الأراضي الفلسطينية مؤكدين بأنه أدخل الإسرائيليين في المستنقع الفلسطيني مثلما أدخل إسرائيل في المســـتنقع اللبناني في السابق، وأن سعيه إلى تأليب المجتمع الإسرائيلي غرائزياً لدعم سياسته الدموية لم يفلح في مواصلة نهجه الذي اغرق الجميع في بحار من الدماء
|