إذا كان لك أن تتوقف لبرهة من الوقت وتتساءل ماهي أهم ثلاث أولويات في حياتك اليومية فماذا عساها أن تكون؟ ولو كان لك من الوقت نفسه بأن تتوقف لتتساءل عما إذا أوليت أعطيت تلك الأولويات الثلاث حقها الوافي من العناية والاهتمام؟ أم شعرت بالندم لكونك مقصراً في إحداها دون الأخرى؟ إن التعامل الدقيق لتحديد وإنجاز أولويات الأعمال وترتيبها يعد خطوة أساسية لترقي سلم النجاح في الأعمال الاقتصادية. لكل فرد منا أدوار متعددة، فلنا أدوار في العمل وأدوار في المنزل وأخرى في المجتمع. ولكل دور من تلك الأدوار مسؤوليات وواجبات. وللمرء أن يفرح حين يحصد ثمرة جهوده وكفاحه لدور خلال حياته العملية، ويعتريه الندم والألم حين يخفق في تحقيق دور على حساب دور آخر. إن النجاح في أحد الأدوار لا يبرر الفشل في الآخر. فنجاح مدير شركة في نموها لا يبرر فشله في ضبط تصرفات أبنائه السيئة ونجاح مستثمر في خدمة مجتمعه بإقامة مشاريع اقتصادية توظف أبناء وطنه لا يبرر فشله للمحافظة على صحته ولياقته البدنية. لذا فإن وضوح الأدوار والعناية بها يعتبر حافزاً للمزيد من العطاء والمثابرة والتي تستوجب منا التفكير العميق لنؤكد خلالها رغبتنا في إنجاز أعمالنا وقدرتنا على تنفيذها. فلا أحد يستطيع أن يكون مديراً لشركتك أكثر عطاء منك، ولا أحد يستطيع أن يكون أباً لابنك أفضل منك. وهنا فإن من أولى الأمور بالاهتمام في هذا الصدد تنمية مهاراتنا وتطوير قدراتنا العلمية والعملية بداية من التعليم والتدريب والتجريب، ومتابعة لكل مستجدات العصر التقنية والفنية والفكرية ونهاية بتوازن وتنسيق لتحقيق التناغم اللازم والذي يعتبر من مرتكزات نجاح النشاط الاقتصادي. وكثيراً من نقرأ عن التوازن بين الأدوار. فقد نقرأ مثلا عن التوازن التجاري، وعن توازن القوى بين الأقطاب الحضارية، وعن توازن البيئة فالتوازن بين الأدوار نفسها يمكن المرء من أن يقوم بعمل دورين في آن واحد. ولمدير الشركة مثلا أن يقوم بزيارة عميل أو تدريب أحد موظفي الشركة، وتمكينه من العمل في موقعه بسرعة وكفاءة. وللمدير أن يوفق دائماً في التوازن بين ما هو مهم وبين ما هو غير مهم بوضع خطة لترتيب أولويات نشاطه الاقتصادي تبعا لأهميتها. ومن الأعمال الاقتصادية ما تبدو هامة وملحة في الوقت الحالي ولكنها أصبحت كذلك بسبب التأجيل (تأجيل عمل اليوم إلى الغد) وتراكمت يوما بعد يوم إلى أن بدت لا تتحمل أكثر من التجاهل والنسيان. وندرك أن عملنا شاق وآخذنا من أسرنا وهذه علامات إنذار لعدم ترتيب أولويات أعمالنا. التوازن يعني هنا إعادة النظر في أولوياتنا وتغيير طريقتنا في العمل وطريقتنا في الحياة. وقد نكتشف المشكلات التي تواجهنا يوميا، ولكننا نلجأ إلى المسكنات والعلاج السريع بدلاً من البحث عن الأسباب والعلل التي تقف خلف قلق بعض الناس لأعمالهم المؤجلة.
|