لأن الساعة الآن تدور وفق الزمن الأمريكي.. ولأن أمريكا منشغلة بالذكرى الثانية لحدث الحادي عشر من سبتمبر، فإن العالم كله من أقصاه إلى أدناه لابد وان ينشغل مع ما يشغل اهتمام وبال أبناء العم سام، وبما أننا جزء من هذا العالم المعاصر فنحن أيضاً منشغلون بذكرى 11 سبتمبر، ولكن يجب أن يكون انشغالنا من نوع آخر خاصة بعد تكشف الكثير من الحقائق، وما جرى من أحداث هي بمثابة توابع 11 سبتمبر.
أولاً كسعوديين، ألم يخطر في بالنا لماذا كان أغلب الذين قاموا بعمليات التفجير في 11 سبتمبر من السعوديين، حيث كان خمسة عشر من مجمل منفذي العمليات التسعة عشر من السعوديين..؟!!
الجواب ظهر قبل أيام حينما كشف النقاب عن وثيقة تشير إلى ان أسامة بن لادن قد شدد على مسؤول التنظيم في القاعدة خالد الشيخ على ان يركز وان يكون حريصاً على ان يكون جميع أعضاء الخلايا التي كُلفت بتنفيذ عمليات 11 سبتمبر من السعوديين، وان يجتهد بتجنيد المراهقين الذين لا يتجاوز عمرهم السادسة والعشرين ومن الأشخاص الذين يسهل توجيههم دون أي اعتراض، وكان هدف ابن لادن من وراء اقتصار تنفيذ العمليات الارهابية في الأراضي الأمريكية على الشباب السعودي هو إحداث شرخ لا يمكن إصلاحه في العلاقات السعودية الأمريكية.
يمكن القول إن ابن لادن نجح في تجنيد من سعى إلى تجنيده اعتماداً على عناصر كانت منغلقة في المجتمع السعودي قبل ان ينكشف أمرهم بعد ان فضحتهم أعمالهم الإرهابية التي شهدتها الأراضي السعودية.
كما أنه نجح في البداية في ايجاد شرخ في جسم العلاقات السعودية الأمريكية ليس لأن الذين قاموا بالأعمال الإرهابية جلها ممن يحملون وثائق سعودية بل لانه منح الدوائر التي كانت منذ وقت طويل تسعى إلى تدمير العلاقات السعودية الأمريكية التي كانت مستثمرة بامتياز لخدمة القضايا العربية والإسلامية فضلاً عن خدمة مصالح البلدين، ولهذا فعندما منح ابن لادن الارهابيين سلاح هدم العلاقات السعودية الأمريكية لهم لم يتوانوا في استثماره أيما استثمار كاد فعلاً يطيح بهذه العلاقات المتميزة التي لا ينكر أحد بأنها ليست بمستوياتها السابقة.
| 
