* غزة - بلال أبو دقة:
نجا د. محمود الزهار القيادي السياسي البارز في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفت منزله الواقع في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وقد أصيب الزهار بجراح متوسطة واستشهد نجله البكر خالد وحارسه الشخصي وأصيبت زوجته وابنته بجراح متوسطة، بالإضافة إلى «30»مواطنا فلسطينيا منهم عشرة أطفال..
وقال شهود عيان ل «لجزيرة»: في تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من صباح أمس أسقطت طائرات إسرائيلية مقاتلة من طراز «أف 16» صاروخاً على الأقل من النوع الثقيل على منزل الزهار المكون من طابقين والموجود في حي تل الصبرة المكتظ بالسكان مما أدى إلى تدميره بالكامل، وإصابة واستشهاد من كان بداخله، وهدم العديد من منازل المواطنين هناك، وأصيب مسجد الرحمة المجاور لمنزل الزهار بأضرار جسيمة جراء شظايا الصاروخ الثقيل..
وقال الشاب محمد أحمد «30 عاما» الذي تواجد بالقرب من مكان القصف ل «الجزيرة»: كان صوت الانفجار عنيفا هز مدينة غزة بأكملها، وتدافعنا إلى ساحة الجريمة لنجد بيت الزهار مسوى بالأرض، وقد وجدنا صعوبة بالغة في إخراج جثتي الشهيدين من تحت ركام المنزل، ونقلنا المصابين إلى سيارات الإسعاف، وفي سيارات خاصة..
مشهد لن يغيب على مخيلتي طوال حياتي..وقالت د. جمعة السقا مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ل «لجزيرة»: في تمام الساعة العاشرة والنصف وصلنا د. محمود الزهار مصابا بجراح متوسطة.. حيث أصيب بكسر في إحدى ضلوعه وفي جانبه الأيمن وأصيب بجرح غائر تحت عينه اليسرى، بينما وصلتنا جثتا نجله خالد «25 عاما»، ومرافقه الشخصي شحدة يوسف الديري «30 عاما» أشلاء ممزقة..
وأضاف السقا قائلا: وصلنا أيضا «30» مصابا منهم عشرة أطفال إصاباتهم ما فوق المتوسطة، وأصيبت زوجة الزهار سمية الزهار، وابنتها ريم الزهار بإصابات متوسطة، وأجريت عمليات جراحية للعديد من المصابين، ووصف السقا حالة شاب في الثلاثين من عمره بأنها بالغة الخطورة وقد أدخل إلى غرفة العناية الفائقة..
مؤكدا على أن الزهار كان قد خضع مؤخرا لعملية جراحية، حيث كان يقضي فترة نقاهة في منزله بعد خروجه من المستشفى..
وقال أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس من لبنان معقبا على محاولة الاغتيال: اليوم نحن في مرحلة جديدة من التصعيد الصهيوني، ولم يبق خيار سوى المواجهة، وهذا يتطلب وحدة الصف الفلسطيني واستمرار المقاومة والرد على جرائم الاحتلال وأن يكون هنالك موقف عربي مدافع عن الحقوق الفلسطينية، فلا حديث عن الهدنة في ظل التصعيد الإسرائيلي، لأن الاحتلال هو الذي فتح باب المواجهة وأن حركة حماس تدافع عن نفسها وعن شعبها..
الدم لا يجر إلا الدم
وأدانت السلطة الفلسطينية الغارة الإسرائيلية على مدينة غزة التي استهدفت الدكتور محمود الزهار ووصفتها بأنها جريمة، وقال وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة المستقيلة ياسر عبد ربه: نحن ندين هذه الجريمة كما ندين الجرائم التي وقعت في إسرائيل يوم أمس الأول ؛ لأن هذه الهجمات تؤجج العنف ولا يجلب العنف إلا العنف..
وقال العميد جبريل الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأمن القومي: إن الدم يجر الدم، وأن الغارة الإسرائيلية الجديدة إنما هي دعوة رسمية لردة فعل فلسطينية وإبقاء المنطقة في دوامة العنف، مشيرا إلى أن قصف منزل الزهار الموجود في منطقة سكنية مكتظة هو إرهاب رسمي، وأن قصف الفلسطينيين بالطائرات لن يجلب الأمن والاستقرار للإسرائيليين، وأنه يجب أن يعود الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات.. وعقبت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على محاولة اغتيال الزهار بقولها: إن قوات الأمن ستستمر في شن حرب شعواء ضد حركة حماس ونشطائها وبنيتها التحتية؛ كما ستستمر في مقاومة المنظمات المسلحة.
وقد قام الجيش الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء بعمليتي توغل في مدينة جنين شمال الضفة الغربية وفي مخيم طولكرم للاجئين. كما استشهد 3 فلسطينيين أمس بنيران الجنود الإسرائيليين اثنين منهم في مخيم بلاطة هما محمود عيسى «20» عاما ومحمد عاصي «18» عاماًوالثالث استشهد قرب جنين .
يذكر أنه بعد وقوع عملية تل أبيب أجرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مشاورات مكثفة في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في مدينة تل أبيب جلسة حضرها كل من وزير الخارجية سيلفان شالوم الذي يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، ووزير الدفاع شاؤول موفاز، وبينما كانت الجلسة منعقدة وقعت العملية الفدائية الثانية في مدينة القدس، وتقرر خلال الجلسة اتخاذ إجراءات صارمة ضد قادة حركة حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى..
ولم يتخذ أعضاء الجلسة أي قرار يتعلق بإبعاد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، أو المس بمكانته في المقاطعة بمدينة رام الله..
إسرائيل فتحت باب الحرب على مصراعيه
وقال بيان صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام تعقيبا على محاولة اغتيال الزهار تلقت الجزيرة نسخة منه: إن تفجير المباني والأبراج السكنية الصهيونية بات أمراً ملحاً للمعاقبة بالمثل؛ وأكد البيان على إسرائيل فتحت باب الحرب على مصراعيه في مواجهة الشعب الفلسطيني، وأكدت كتائب القسام على أن استهداف البيوت الآمنة المطمئنة أمر تجاوز كل الخطوط الحمراء، وعليه فالعدو الصهيوني يتحمل من اليوم فصاعداً مسئولية استهدافنا للبيوت والأبراج الصهيونية في كل مكان من فلسطين المحتلة، ونؤكد أننا تجنبنا في الماضي استهداف المباني والأبراج السكنية الصهيونية ولكن العدو هو من بدأ فيحصد ما زرعت يداه..
|