كنت متردداً بعض الشيء في مشاهدة لقاء منتخبنا الصغير في مواجهته قطر يوم أمس الأول بعد اللقاء الافتتاحي الذي انتهى «عنابياً» بثمانية أهداف اتخذت من المرمى البحريني مقراً لها!!
وهذا التردد لم يدم طويلاً.. والمقاومة من رؤية صغارنا تلاشت نهائياً، فالخوف تحول إلى أمل وتفاؤل حينما تذكرت أن الخليل الصديق أبا إبراهيم الزياني يترأس الجمع الصغير ولديه المقدرة على غرس الطمأنينة في نفوسهم وازالة أي من مصادر القلق والرهبة بعدها توكلت على الله، وتابعت مجريات المباراة التي أسفرت عن سيطرة سعودية وفوز مستحق قوامه أربعة أهداف.
بعيداً عن النتيجة.. سررت حقاً بما جرى عقب اطلاق الحكم صافرة النهاية.. كان مشهداً أخلاقياً في غاية الروعة والإبداع.. بمنتهى العفوية وروح المحبة والتسامح.. تبادل الطرفان القبلات وكانت الابتسامة حاضرة ترتفع شعاراً للمنافسة الكروية..
والأكثر من هذا أن الأشقاء ««الصغار» من السعودية وقطر سارعوا الى الالتفاف حول حكم المباراة «الكويتي» ومساعديه وبادلوهم التحايا وكلمات الشكر على اخراجهم اللقاء بتقدير ممتاز.
اليوم في الرياض يلتقي «كبار» الهلال والنصر.. فهل نشاهد مثل تلك الروح الأخوية السائدة على مستوى الصغار، وخاصة تجاه طاقم التحكيم؟
أتمنى أن «نتواضع» بعض الشيء.. ونحاول الاستفادة من تلك الدروس التي يقدمها لنا أولئك «الصغار» وألا نتغنى بمقولة «الكبار» وحدهم لا يخطئون!! ثمة ملاحظة أعبر بها عن اعجابي بالزميل الذي تولى مهام الوصف على مباراة قطر: رائع بهدوئه واتزانه.. لم يكن «مهرجاً» «ثرثاراً» كما يصنع ذلك الذي يبالغ في الايحاء للمشاهدين بأنه «يتصدق» عليهم بمعلومات قيمة ولكنه لا يملك متسعاً من الوقت لتقديمها!!
ندعوك للاحتفاظ بها!!
وللقادم البارز بصوته من قطر «وعذراً لعدم معرفتي باسمه» أتمنى منه ألا يكثر من ترديده هذا اللاعب من نادي..!!
كلهم في المحفل الخليجي يمثلون الوطن، ولا فرق يذكر ان كان هلالياً أو حزماوياً.. اتحادياً أو وحداوياً .. وسامحونا!!
| 
