* كتب - سامي اليوسف:
** أطل الحكم الدولي الخبير برأسه من جديد من خلال ثلاث ملاحظات هامة على أداء لجنة الحكام وصفها ب«الأخطاء الغريبة» التي كان من المفترض عدم الوقوع فيها.
وتدور ملاحظاته الثلاث التي سوف يكشفها بالتفصيل عبر «الجزيرة» حول ثلاث مسائل تتعلق الأولى بعدم خضوع الحكام لدورة مكثفة يتم توحيد القرارات من خلالها.. والثانية بخصوص اختراع لجنة الحكام قرار وقوف الحكم الرابع طيلة المباراة.. والثالثة بمسألة لبس القناع للاعب النصراوي الاكوادوري تينريو..
** بدأ الحكم الدولي الخبير «تحتفظ الجزيرة باسمه» الحديث أولاً عن عدم خضوع جميع الحكام المشاركين في إدارة مباريات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لدورة مكثفة موحدة يكون هدفها التركيز على توحيد القرارات فيما بين الحكام أثناء إدارة مباريات الدوري الممتاز.. قائلاً: «هنالك ما يقارب عشرين حكماً شاركوا في دورة الصداقة الدولية في أبها.. ونحو خمس وأربعين حكماً شاركوا في معسكر التشيك الإعدادي لحكام الدوري.. وكل هؤلاء أعطيت لهم تعليمات وتوجيهات مختلفة كل على حدة.. والسؤال الذي يطرح نفسه يتعلق في مجموعة الحكام الذين لم يشاركوا في الصداقة ولم يسافروا للتشيك أمثال الدوليين يوسف العقيلي وعمر المهنا ومحمد سعد بخيت وخلف البقعاوي والجروان وغيرهم من الحكام الآخرين الذين تم استبعادهم بسبب عدم اجتياز الكوبر.. هل تم اطلاعهم على تعليمات اللجنة الجديدة وتوجيهاتها سواءً عبر التلكس أو الفاكس من خلال اللجان الفرعية في المناطق قبل إدارتهم لمباريات الدوري عملاً على توحيد القرارات؟!ويتابع الحكم الدولي الخبير حديثه «حقيقة هذا سؤال في غاية الأهمية وهو لا شك يعكس حالة العمل الارتجالي للقائمين على اللجنة.. ولا يفوتني أن أتساءل أيضاً عن السر وراء اجراء اختبار «كوبر» للحكام المرشحين للسفر إلى التشيك.. لأن المعسكر الإعدادي للدوري يفترض أن يتم الاختبار في آخر أيامه أو في حال العودة من هناك.. فكيف يختبر حكماً ذاهباً في الأساس لمعسكر إعدادي؟!
وقوف الحكم الرابع
** تطرق بعد ذلك الحكم الدولي الخبير لقرار رئيس لجنة الحكام الذي تم تعميمه في دورة الصداقة ومع انطلاقة الدوري الممتاز الذي يقضي بوقوف الحكم الرابع طيلة المباراة وعدم جلوسه كما كان معهوداً في السابق.. بقوله: «هذا القرار اعتبره غير مقبول أو لائق بحق الحكم الرابع.. وقد اعتمده الشقير بعد الزيارة التي قام بها الموسم الماضي مع الحكمين الزيد والشريف لانجلترا وهذا القرار أشبه بالاهانة للحكم الرابع.. وجدير بنا أن نطرح تساؤلاً هل هذه هي الاستفادة الحقيقية لهؤلاء الثلاثة من زيارتهم لانجلترا؟!.. ألم يخرجوا بفوائد أكبر نفعاً من هذه!
وطالما أن الشيء بالشيء يذكر.. فلنا في كلام العميد فاروق بوظو مرجعاً مهماً وهو الرجل الغني عن التعريف عربياً وآسيوياً ودولياً.. فلقد قال إن الحكم الرابع ليس بحارس ليلي أو شرطي ينظم حركة السير وراحته أمر مهم لأنه هو البديل الوحيد للحكم الأساسي.. حكم الساحة في حال اصابته أو عدم مقدرته على اكمال إدارة المباراة لأي سبب.. كما أن الوقوف طيلة التسعين دقيقة أو ما يزيد عنها مع الأخذ بالاعتبار دقائق الوقت بدل الضائع تؤثر سلباً على ذهن وتركيز ونفسية ولياقة الحكم الرابع.. حتى من الناحية الطبية سيشكو الحكم الرابع من آلام في الظهر من جراء الوقوف.. وعموماً هذا القرار أشبه ب«حكم قراقوش» ولا علاقة له بتعليمات الاتحاد الدولي «الفيفا» أو تعليمات وقرارات لجنة الحكام الدولية من قريب أو بعيد».
تعديل جديد
** وبمناسبة الحديث عن التعديلات الجديدة على مواد قانون كرة القدم قال الحكم الدولي الخبير الذي يتميز حقيقة بمتابعته الجيدة: «ثمة تعديل جديد تم تطبيقه في نهائيات كأس العالم للناشئين التي اختتمت مؤخراً في فنلندا تتعلق بوضع «الحيطة» أو حائط الصد البشري عند تنفيذ الأخطاء المباشرة وغير المباشرة بحيث إذا تحرك اللاعب واصطدمت به الكرة يتم تقديم موضع تنفيذ الخطأ لموقع اللاعب الذي اصطدمت به الكرة.. وكان في السابق يتم اعادة تنفيذ الخطأ مع انذار اللاعب.. ولكن التعديل الجديد يقضي بالاكتفاء بتقديم موقع تنفيذ الكرة وعدم انذار اللاعب.. أي أن الانذار تم إلغاؤه وقد طبق ذلك عملياً كتجربة في فنلندا خلال كأس العالم للناشئين ونجحت الفكرة.. ومن المتوقع أن يتم تعميمها من قبل الاتحاد الدولي.. لكن لا توجد تعديلات تتعلق أو تستوجب وقوف الحكم الرابع..
قضية القناع
** وتحدث أخيراً الحكم الدولي الخبير عن مسألة القناع للاعب النصراوي المحترف الاكوادوري تينريو قائلاً: «أنا واثق تمام الثقة من أن المراقب الفني لمباراة النصر والشعلة «3/0» الأخ محمد فودة لم يكن مقتنعاً بما فعله حكم الساحة بانذار اللاعب النصراوي لأن هذا الانذار جاء بتوجيه مباشر من رئيس لجنة الحكام.. ولا أدري على ماذا استند فالقناع ليس فيه سوء سلوك أو تصرف غير رياضي ولا علاقة للبسه بالعادات والتقاليد لا من قريب أو بعيد ولم يسبب خطورة أو ايذاء للاعب نفسه أو لاعب الخصم.. والانذار ليس له ما يبرره سواء أمنياً أو إدارياً أو من قانون اللعبة.. وإذا كان تبرير القناع بالخوف على شبابنا أو أبنائنا من التقليد.. فما بال برنامج «مواهب وأفكار» الذي يقدمه الكابتن صالح العريض نرى فيه الأطفال يلبسون أقنعة.. فأيهما هنا أبلغ في مسألة التأثير على الناشئة أو المراهقين؟!! ثم إن اللاعب لم ولن يلبسه طيلة المباراة.. فقط ارتداه عندما ذهب عند دكة الاحتياط لفريقه فرحاً بالهدف الذي سجله.. وكلنا نشاهد لاعب اليوفونتس يلبس نظارة طبية أثناء اللعب فهل سيحرمه الشقير من ارتدائها في حال تعاقد أحد الأندية السعودية معه؟!ولبس القناع عند دكة فريق اللاعب ليس فيه استفزاز للخصم أو استهتار وخدش لمشاعر الجماهير.. فالمنع غير قانوني ويحسب على اللجنة وإدارتها وليس لمصلحتها».
وطالب الحكم الدولي الخبير في الختام لجنة الحكام وتحديداً رئيسها زميله عمر الشقير بالحرص على الابتعاد عن الهوامش كوقوف الحكم الرابع أو القناع لأنها ليست من صلب وصميم قانون كرة القدم وعليهما الاهتمام بما يفيد في تطوير مستوى وأداء الحكم السعودي قولاً وعملاً..
|