تحية عبقة وبعد..
على عتبات الحب تصعد مشاعري عبر هذه الصفحة محبوبة الجميع ومادامت قريحتي تجود بالافكار فلان انجل ولن اتردد في الكتابة لتلك العزيزة التي تفردت بالعناية والاهتمام وحازت على الافضيلة دون منافس وحيث ان الجزيرة عرضت على صفحتها الاخيرة بالعدد 11293 وتاريخ 2/7/1424هـ احصائية تبين عدد النساء المدخنات في المملكة وحيث ان العدد مذهل وفي ازدياد عن السنوات الماضية اسرجت قلمي لأكتب في هذا الموضوع الذي يجعل الحليم حيراناً وماهذا الداء العضال الا بسبب التغيير السريع الذي تعيشه المجتمعات العالمية قاطبة والمجتمعات العربية على وجه الخصوص وللاسف دخلت علينا عادات مستوردة وبدأ البعض من فتيات هذا المجتمع المحافظ بالانسياق خلف كثير من هذه العادات الشاذة التي لا تناسبنا بتاتاً.. فلقد غزا التدخين شفاه البعض من الفتيات فأصبحن يتباهين به ويحدثن به في المجالس ويفتخرن بانضمامهن الى قافلة المدخنين والمدخنات اعتقاداً ان هذا هو التطور بعينه.
ان ضرر التدخين معروف ومازال المجتمع ينادي بتركه ويبين اضراره على الرجل فكيف بالانثى التي لا تستطيع ان تتحمل اضراره خصوصاً ان تركيبتها الجسمية لا تتناسب مطلقاً مع هذه السموم التي قد تفتك بها فإذا كنا فعلاً مازلنا في بداية المشكلة والتي ظهرت فجأة فلا بدلنا من القضاء عليها في مهدها وقبل ان يستفحل الامر ويصبح عرضاً مقبولاً وشيئاً محبوباً لدى الجميع.. وقد يتساءل البعض كما تساءلت من قبلهم هل حقيقة ان المرأة تدخن ام ان ذلك مجرد قصص منسوجة من الخيال؟
كنت قبل أن ارى تلك الظاهرة بعيني اجزم بأن هذه قصص منسوجة وان الموضوع يسير ولكن البعض يعطيه اكثر من حجمه ولكن بعد ان رأيت ذلك تأكدت من الحقيقة الموجعة والمؤلمة للاسف.
واليوم هاهي الجزيرة ترصد بنفسها عدد المدخنات من الفتيات واغلبهن من المراهقات وهذه المسألة خطيرة لأن من شب على شيء شاب عليه.. فهن الآن في مرحلة المراهقة وغداً في مرحلة النضوج وهذه العادة السيئة ستلازمهن وستنتقل الى اجيالهن القادمة.
فمن سيحمي الأجيال القادمة من هذا الداء العضال مادامت القدوة ومربية الأجيال تمارسه؟
لقد أجريت بعض البحوث عن تدخين الفتيات وقد كانت النتيجة صدمة موجعة للجميع إذ جاءت النسب بصورة أذهلت الكل فقد وصلت نسبة اللاتي يدخن في المدارس المتوسطة في إحدى مدن المملكة 7% وفي الثانوية 35% وكانت الطامة العظمى والمشكلة الكبرى هي نسبة المدخنات من بين المعلمات إذ وصلت النسبة إلى 51% أي بمعنى ان الكثير من المعلمات يمارسن عادة التدخين ونحن لا نشك في نتائج البحوث لأن البحوث العلمية من طبيعتها ان تكون مبنية على الواقع وعلى استبانات تتم تعبئتها من قبل الأفراد الذين يجرى عليهم البحث أرأيتم تلك النسب المخيفة؟إن القضاء على أي داء يتطلب معرفة الأسباب التي دعت إليه وكذا مشكلة التدخين لدى النساء لابد من معرفة الأسباب لوضع الحلول من قبل المختصين والتربويين في هذا المجال ويجب دراستها دراسة جادة للتصدي لها وان كان السبب الرئيسي هو «الفضائيات» نعم تلك الأطباق التي تنقل لنا الغث والسمين وتعرض لفتياتنا عروضاً بذيئة فتجعل المراهقة تنساق نحوها وتظن ان هؤلاء الناعقين هم الذين يريدون ان يأخذوا بيدها إلى ميدان التطور والتقدم وما علمت انهم يريدون ان يقتلوا حياءها ومن ثم يتركوها جثة هامدة.
«إن يداً واحدة لا تصفق أبداً» فلابد من التكاتف للقضاء على هذا الداء العضال الذي يطوينا تحت شرنقته.. هذا السم الزعاف الذي يذهب بجمال الفتاة ونضارتها وصحتها فلا يجب السكوت إزاء تلك الظاهرة لأن عدم انكارها يعني التسليم والرضا بها والاستهانة بها تعني استمرارها وتزايد الأعداد يوما بعد يوم، فالشرارة تولد الحرائق، والشاعر يقول:
لا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى
فمتى ما تجاهلنا تلك المشكلة واسلمنا انها محدودة فإنها ستتفاقم وستكبر ومن ثم يصعب حلها أو الوقوف في وجهها لأنها ستكون حينئذ عادة تعود عليها الجميع أما حين تنكرها أقلامنا ويرفضها واقعنا وتتحدث عنها صحافتنا فإنها بإذن الله ستتلاشى سريعاً لأن المجتمع برمته من أفراد وجماعات ووسائل إعلام محارباً لها واقفاً في وجهها وهذا أملنا في المجتمع..
وأخيراً: عذراً ان كنت قد حملت قلمي ما لاطاقة له به فهذا فقط والله من غيرتي وحبي لبنات جنسي وان كنت اطنبت في الموضوع وأسهبت فيه فما ذاك إلا رأفة مني وحب لاخواتي في الله فما أريد جزاء ولا شكوراً وإنما أردت بذلك وجه الله.
طيف أحمد /الوشم ثرمداء
|