** هل نحن بالفعل.. نجهل سر ذلك «السهو» أو «السرحان» أو «الغفلة».. أو انشغال البال في الصلاة؟
** هل نحن نجهل السبب؟ أم أننا نكابر ونقول.. إنه لم يزد عن ذي قبل.. وإن الناس كل الناس «خاشعة» حاضرة الذهن في كل الصلاة؟
** الفقهاء يقولون.. ليس لك من صلاتك،، إلا ما عقلته منها.. أما الذي ذهب مع الهواجس.. فقد ذهب سدى.
** السهو في الصلاة.. يزداد.. وعند الركوع.. يبقى بعضهم.. أو ربما سجد.. وعند الرفع للركعة الثانية.. يجلس بعضهم يستعجل التشهد.. وفي بعض الأحيان يقول أحدهم أو بعضهم: «سبحان الله» وكأنه يقول.. الإمام سها.. بينما هو الذي سها.. وهو الذي «خربط».
** وكدليل على السهو في الصلاة أو انشغال البال.. يبدو على بعضهم علامات «التَّململ».. بمعنى.. أنه.. إما يعبث بشماغه.. أو «يْفُوشِحْ» و«يْمَغِّط» أسفل ثوبه.. أو في كل ثانية ينظر إلى ساعته.. وبعضهم «يتحكَّك».. وبعضهم «يتمغَّط» وبعضهم يتثاءب ويفتح فمه ويطلق «الونَّان.. آ..ه آ....ه؟!» وبعضهم يطقطق بأصابعه.. وبعضهم «يتكحكح» وبعضهم.. يوشك أن «يْسُولف» مع نفسه.. فتشاهد حركات غريبة من أصابع يده.. أو ربما من يده.. أو ربما حرك يديه.. مما يدل على أنه «يسولف على نفسه».
** قبل أيام ألجأني ظرف خارج عن إرادتي.. أن أقف في الصف الأخير في إحدى الصلوات.. وشاهدت الناس أمامي في صفوف كثيرة.. كأنهم في صف مدرسي.. أو يشاهدون مباراة في كرة القدم...
** هذا يجلس.. وهذا يقوم.. وهذا «يْطامِرْ» يجلس ثم يقوم بسرعة.. مما يدل على أنهم في واد آخر غير الصلاة.
** وفي الصلاة الجهرية.. عندما يمر الإمام بكلمة.. الضالين.. في الصلاة.. يلج المسجد «آمين».. بينما هذه في آية آخرى غير آية الفاتحة.
** مشكلة الناس.. أن إيقاع الحياة كما يقولون شديد.. ضغط على أعصابهم.. بل إن بعضهم أصبح «يْفَوِّت» بل إن بعضهم ما بين الأذان والإقامة.. تلاحظ عليه أنه يدير حواراً وهو جالس.. وكل حركاته تدل على أنه في مكان آخر.. وأنه في المسجد.. بجسمه فقط.. ولو سألته.. «وين وصَلْتْ يبوفلان؟!» لقال لك «لو تدري وش أنا أفكِّر فيه.. كان ضحكت عَليِّ.. تعدِّيت لندن؟!».
** هذه مشكلة كبيرة.. عندما يغيب القلب عن الصلاة.. وعندما نفتقد التركيز.. وعندما يذهب الخشوع.. وهو لب الصلاة.
** الله جل وعلا يقول: {إنَّ لّكّ فٌي النّهّارٌ سّبًحْا طّوٌيلاْ}.. فالنهار طويل.. ولك أن تعمل فيه ما تشاء ولكن.. هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.. اجعل له مكانة.. واجعل له قيمة.. وحاول.. أن تؤديه على الوجه الصحيح.. ولا تحرم نفسك الأجر والفضل.
|