* الرياض - محمد الناهض:
مهنة «العرضحالجية» أوجدها السعوديون منذ زمن بعيد فهي نشأت قبل ما يقارب خمسة وستين عاما. فمع بداية تشكيل الدوائر الحكومية امتهن عدد من ابناء البلد الذين يجيدون الكتابة والقراءة هذه المهنة وكانوا يقومون بها بمقابل زهيد جدا وتطورت هذه المهنة بالرغم من ارتفاع نسبة التعليم وسط المواطنين وأخذت منحى آخر لتكون بمثابة مركز استعلامات للدائرة التي يمارسون اعمالهم امامها.
وحول هذا الدور الحيوي الهام الذي يقوم به هؤلاء «العرضحالجية» وأبرز المعضلات التي تواجه اعمالهم، كان للجزيرة هذا الاستطلاع:
في البداية التقينا مع احد المواطنين قدم الى «العرضحالجية» من اجل انهاء معاملة له وقال: هم أكثر معرفة مني وسيختصرون الوقت علي بدلا من ان اقوم بسؤال الموظفين عن معاملتي وكيف اقوم بتعبئة هذه الاستمارة فالعرضحالجية يعرفون الاستمارات التي احتاجها ويعرفون ايضا المكتب المسؤول عن معاملتي وكل ذلك بمبلغ بسيط.
عبد الله العتيبي «معقب في الجوازات» يقول: اعمل معقبا واقوم بتعبئة استماراتي من العرضحالجية بسبب شروط الجوازات ان تكون الاستمارة معبأة عن طريق الحاسب الآلي او الآلة الطابعة وليس لدي وقت للعودة الى مكتبي في شرق الرياض لتعبئة ما لدي فأقوم بتعبئته لديهم وعن اسعار التعبئة قال المبلغ يكون عادة بين عشرة ريالات وخمسة ريالات للاستمارة الواحدة وعن رضاه عن عمل العرضحالجية قال الحمد لله انا راض تماما عما يقدمونه من خدمات جليلة.
اما موسى الفقيه يقول: اعمل كاتباً منذ 12 عاما ودخلي جيد ولله الحمد ولكن ينقصنا بعض التنظيم فنتمنى ان تتبنانا جهة حكومية تؤمن لنا راتبا وسنعمل لحسابها لأننا نريد دخلا ثابتا يضمن لنا العيش في امان الآن دخلنا فوق الممتاز ولكن عند حدوث اي مكروه لا سمح الله يعطلنا عن العمل فسنضطر سؤال الناس وطلب الصدقة منهم.
عبد الله عبري يبلغ من العمر 55 سنة وهو يعد بمثابة «شيخ العرضحالجية» يقول: كنت اعمل بأحد القطاعات العسكرية وعندما تقاعدت لم استطع الجلوس في المنزل فقد تعودت على العمل لذلك قمت بالعمل كاتبا فأنا يرضيني القليل.
وبعده التقينا بأصغر سن في مجال الكتابة علي الهزازي «15 عاما» لم يتجاوز الأربعة اشهر في مهنة الكتابة حيث ذكر بأن اخيه الأكبر يعمل في هذا المجال وقال بأنه رغب في العمل معه وهو لم يكمل دراسته المتوسطة بعد لانه لم يتمكن من حصوله على وظيفة بالمؤهل الابتدائي واضاف: انا هنا لأؤمن لقمة عيشي اليومية.
عبد الله الجراح يعمل منذ ثماني سنوات يضيف نحن هنا نحتاج الى جهة مسؤولة حتى نتمكن من تأمين مستقبلنا دخلنا اليوم لا يقل عن مائتي ريال فلو حضرت جهة مسؤولة واخذت هذا الدخل وامنت لنا رواتب شهرية تؤمن عيشنا وتريحنا من عناء التفكير بالمستقبل فهذا غاية ما نريد.
|