* الرياض - روضه الجيزاني:
احتلت المرأة السعودية مكانة مميزة وفاعلة في مجتمعها وتبوأت الكثير من المناصب البارزة في ميدان العمل وفي كافة الحقول والميادين. ورغم ما وصلت إليه تطمح إلى أن تقوم بممارسة العديد من الوظائف والمهن ليكتمل دورها الاجتماعي إلى جانب الرجل في بناء مجتمعها وأمتها، وفي نفس الوقت تؤمن لها مصدراً للعيش وهي مترفعة عما يسيء لها.
- والسؤال المطروح ما هي الأعمال والمهن التي من الممكن أن تقوم بها، وماهي المكانة التي سوف تكون عليها في مجتمعها... هذا السؤال توجهنا به إلى عدد من المواطنات حيث وجدنا العديد من التساؤلات تدور في ذهن المرأة وتحتاج إلى إجابات خاصة من المجتمع نفسه.
- بداية تتناول المواطنة سارة العتيبي قضية الوظائف التي من الممكن أن تحل المشكلة أمام آلاف الخريجات فتقول: أنا خريجة عام 1417هـ ولم أتمكن من الحصول على وظيفة في مجال تخصصي، وذلك للاكتفاء الوظيفي وأرى الآن أن الوقت قد حان لحل هذه القضية من خلال فتح مجالات وفرص متعددة للعمل أمام الخريجات مثل مساهمة المؤسسات الحكومية والأهلية في حل هذه المشكلة التي أصبحت قضية تهدد الوضع الاقتصادي للبلد.
صورة أرشيفية
مطالبة
أما المواطنة نوره اليوسف فتقول: إن إمكانية العمل بوظائف متعددة تقتصر الآن على غير السعوديات مثل الإعلام بكل مجالاته والضيافة الجوية والمستوصفات الأهلية وغير ذلك من الوظائف.
تمني
وتقول الخريجة مها السعدي - تخصص أدب إنجليزي- أبحث منذ تخرجي عن وظيفة حتى أصبت بحالة من الإحباط وهذا الأمر ينطبق على المئات من الخريجات ولعل اتجاه المرأة لبعض الوظائف التي تعتبر جديدة عليها هو الأقرب إلى الحل.
فأنا شخصياً أرغب في العمل في مجال الإعلام، فبالإضافة إلى شهادتي لدي القدرة على إعداد البرامج والمواضيع الإجتماعية ولم تأت الفرصة حتى الآن وأتمنى أن تفتح أمامي وأمام الكثيرات هذا الباب الكبير.
مؤهلات
وتقول المواطنة نيفين الجويد خريجة لغة عربية عام 1419هـ منذ صغري وأنا أعشق اللغة العربية وأكتب المقالات الأدبية والاجتماعية وقد راودني حلم كبير أن أعمل في المجال الإعلامي وتحديداً الإذاعة فأنا لدي القدرة على صياغة البرامج وإعداد التقارير وإلقاء الشعر وغير ذلك..
وأرى لو أن هذا المجال فتح أمامنا بشكل واسع وتبنت الجهات المعنية هذا الموضوع لأتيح العمل لمئات من الفتيات السعوديات اللاتي وجدن الأنترنت وسيلة للتسلية وبديلاً لاحتواء إبداعاتهن في هذا المجال.
الفراغ
الطالبة عفاف البصيص جامعة الملك سعود قسم تاريخ التقطت السؤال بشيء من السرعة قائلة: لا أستطيع أن أبقى في المنزل بلا عمل فالفراغ قاتل سوف أعمل ولو بمرتب رمزي. وحول الفرص المتاحة للمرأة السعودية خاصة لخريجات الجامعة. أشارت إلى إمكانية قيامها بأي عمل أو مهنة حتى لو توفرت فرص للمرأة للبيع في الأسواق أو العمل في المصانع المحلية والسياحة إذا وجدت هناك خطط مستقبلية لهذا المجال.
أولوية
الطالبة هديه الزماي من جامعة الملك سعود (عليشه) حثت طالبات المؤسسات الحكومية بضرورة إيجاد وظائف جديدة خاصة الأولية منها التي يحتاجها الوطن. كما أشارت إلى دور القطاع الخاص لتفعيل هذا الأمر على نطاق واسع والإهتمام بالمزايا والبدلات التي تتوفر في الوظائف الحكومية لتشجيع المواطن على بذل أكبر جهد في عملية الإنتاج.
تدريب
* ومن خلال جولتنا لمسنا لدى الكثير من الطالبات الرغبة في العمل في عدة مجالات منها الضيافة الجوية والتي تشغلها الآن 5000 موظفة جميعهن متعاقدات.
مها المحسن طالبة في جامعة الملك سعود قسم لغة عربية تقول: أرى أنه من الممكن أن تقوم المرأة السعودية بهذا العمل إذا تم تدريبها فهي قادرة على خدمة النساء خاصة الكبيرات في السن وتقديم الرعاية لهن داخل الطائرة أفضل من غيرها.
سعودة
من جهتها ترى هنوف المحيسن طالبة جامعية - جامعة الملك سعود. أنه من الضرورة أن تقوم الدولة بسعودة هذا القطاع تدريجياً ليتقبل المجتمع هذا الأمر كما ترى أن تعمل المواطنة كمضيفة جوية في المدن الداخلية للمملكة ومن ثم تبدأ عملية التوسع في هذا المجال الهام.
فتوى
- الطالبة خلود محيسنه تقول: لا مانع في خدمة مجتمعي في أي قطاع ولكن في هذا الجانب نحتاج إلى فتوى واضحة توضح شرعية هذا العمل المحفوف بالمخاطر والأسفار، وفيما يتعلق بقضية الإختلاط أجد أن هذا الجانب يحتاج إلى توعية طويلة لتوضيح الأسباب التي تدفع بالضرورة للقيام بهذا العمل من الناحية الإقتصادية والاجتماعية.
تقصير
ومن خلال إستطلاع ضم عدداً كبيراً من الطالبات الجامعيات تشير الآراء إلى توجه الطالبات الجامعيات نحو العمل بشكل عام سواء كان في القطاع الخاص أوالحكومي ولعل القطاع الصحي مازال يفتقد إلى دعم فرص عمل للمواطنات وهذا يدل على محدودية دور القطاع الخاص في التوظيف بشكل عام.
إشاعة!
وتقول الخريجة نوره الزير: تخرجت منذ أربع سنوات ولم أحصل حتى الآن على فرصة عمل تناسب تخصصي «إدارة أعمال» وبعد طول انتظار لجأت إلى شراء الصحف الإعلانية للبحث عن عمل لدى القطاع الخاص وبعد أن وجدت فرصة عمل من خلال إعلان يحدد هوية المطلوب للوظيفة وعندما تقدمت لطلب الوظيفة فوجئت بمزايا تلك الوظيفة، فالمرتب لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي الحياتي ولا يفي بجزء مما أتطلع به.
وهنا أود الإشارة إلى أهمية مراعاة هذا الأمر بالنسبة للسعوديين فنحن لا نتمتع ببدل سكن ولا مواصلات ولا سكن بديل فكيف نستطيع تسيير أمورنا الحياتية من خلال دخل لا يتجاوز 2000 ريال نرجو من الجهات المسؤولة النظر في الجانب ودراسة مثل هذه الأمور التي تعيق عملية السعودة.
وعي
- وللتعليق حول هذه القضية المطروحة استطلعنا بعض الآراء المتخصصة بداية تقول الدكتورة عزيزة المانع من قسم التربية جامعة الملك سعود لابد من طرح العديد من الأبحاث العلمية المتعلقة بعمل المرأة السعودية لبحث المشكلة تحديداً، وفيما يخص الوظائف أو المهن الجديدة على مجتمعنا قالت.
- هذا شيء مهم جداً ويجب على الباحثين في القضايا الاجتماعية مناقشة مثل هذه الفرص المتنوعة وايجاد الحلول السريعة لها.
- كما يجب قبل طرح مثل هذه الوظائف والمهن طرحها على أفراد المجتمع لبث الوعي الاجتماعي والاقتصادي وتبين مدى حاجة المجتمع لمثل هذه الفرص المتنوعة كذلك أرى أهمية دور الإعلام في هذا الشيء، فيجب البعد عن نوع الجنس في شغل الوظيفة لأن المهم في هذا الجانب نوع الوظيفة ومدى ملاءمتها للفرد بشكل عام.
تنويع
- وحول رغبة العديد من الخريجات للعمل في مجال الأعلام كالتلفاز والإذاعة أكدت الدكتورة المانع أهمية هذا القطاع الحيوي وضرورة سعودته وأضافت يجب أن ننظر إلى الجانب الآخر الخريجين فليست الفتاة فقط تجد صعوبة في الحصول على وظيفة ولكن الرجل أيضاً يجد صعوبة بالغة في هذا الجانب ومن هنا يجب تنويع فرص العمل أمام الجانبين.
وتعلق المحاضرة هناء العمير من كلية اللغات والترجمة جامعة الملك سعود قائلة: مجتمعنا بحاجة لفرص عمل جديدة فالفرص المتاحة حالياً محدودة جداً وعلينا فتح مجالات متنوعة والأهم إعداد كوادر مؤهلة واعية تتقبل العمل في مثل هذه المجالات الجديدة والمتنوعة من خلال بث الوعي الاجتماعي وعلينا أن نتذكر الماضي القريب عندما كان المجتمع لا يتقبل عمل الممرضة السعودية واليوم بدأ يشجع على ذلك وينظر إلى مهنة التمريض مثل أي مهنة فتجاربنا كثيرة في مجتمعنا من ناحية رفض العديد من الوظائف والمهن وفيما بعد تم تقبلها.
- وحول بعض الوظائف الجديدة المطروحة التي من الممكن أن تقوم بها المرأة أضافت: هناك العديد من المجالات فمثلاً المجال الإعلامي نجد أن المرأة متواجدة ولكن بشكل مغيب وكأنها تشارك من خلف الكواليس وهي قادرة على النجاح والتميز. وكما نعلم أن المرأة السعودية نجحت في كل مجال فتح لها وأثبتت جدارتها وقدرتها على العطاء والنجاح، كما يجب أن ينطبق ذلك على العديد من المهن والوظائف التي تستطيع أن تقوم بها المرأة.
مربية!
* وفيما يخص مهنة العمل في المنازل مثل القيام بدور المربية وغير ذلك قالت: يجب أن ننظر إلى هذه المهن بشيء من الاحترام فهذا العمل كان موجوداً وقديماً كانت بعض السيدات السعوديات يمارسن هذا العمل في المنازل وبين الأسر الكبيرة مقابل دخل مادي جيد، ولذا يجب أن ندعو إلى ذلك ونوضح عملية أن المجتمع يحتاج لمثل هذه الأيادي الوطنية الخيرة بيننا.
نموذج
- كما تحدثت هدى الجبيسي محاضرة في كلية اللغات والترجمة ووكيلة وحدة اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود إنجليزي فرنسي فقالت: علينا إعداد كوادر قوية من خلال المؤسسات التربوية لإعدادهم إعداداً قوياً وذلك للوصول إلى وظائفهم بشكل جيد وفاعل.
فعلى سبيل المثال نجد اليوم نماذج مشرفة من الشبان السعوديين يعملون في السوبر ماركت وهذا دليل قاطع على تقبل المواطن للعديد من المهن..
وأما فيما يخص عمل المرأة وخلق فرص متنوعة أمامها، فعلينا تطبيق هذا الأمر تدريجياً وذلك لتهيئة المجتمع بأهمية الوظائف والمهن التي يعمل بها وافدون وأن يعمل بها المواطن والمواطنة معاً.
عمق
* وتشاركنا الرأي د. هند آل الشيخ أستاذ الاقتصاد بمعهد الإدارة العامة قطاع المالية والاقتصادية.
- عندما نفكر في إيجاد وظائف جديدة يجب أن نعرف عمق الوظيفة ومدى تأثيرها على أفراد المجتمع ويجب أن تترك أثراً إيجابياً على الناتج القومي وكثافة إنتاج العمل فالوظائف التي تطرح يجب أن تنبع من حاجة المجتمع فهناك العديد من الوظائف الجديدة في الوزارات لم تكن مهيأ لها إجتماعياً دخول المرأة لها وحالياً هيأت لها المكانة المناسبة وأنا أود أن أشير إلى بعض التخصصات التي يطالب بها ولا تناسب وضعنا الاجتماعي مثال العمل في السياحة، ولكن هذا القطاع تستطيع العمل به عن بعد عن طريق الإنترنت وتستطيع ان تعمل من خلال بيتها دون كسر الأطر الاجتماعية.
ثم علينا أن نفكر في بدائل تنموية تحقق فرص عمل للمرأة نفكر فيه كيف نتيح فرص العمل اما من ناحية كيف تعمل المرأة فهذا الأمر محلول وليس من الصعوبة إطلاقاً.
|