Wednesday 10th september,2003 11304العدد الاربعاء 13 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
مسؤولية التعليم
عبد الرحمن صالح العشماوي

كلما اقترب العام الدراسي بعد الاجازة الصيفية من بدايته، زاد الشعور بالمسؤولية العظيمة التي يحملها المسؤولون في حقل التعليم، والآباء والامهات في بيوتهم وتوافدت اسئلة مهمة الى الذهن: هل هنالك تطوير حقيقي لاساليب التعليم الذي نقدمه الى ابنائنا؟ وهل هنالك نظرة موضوعية شاملة الى تطوير المناهج وفق احتياجاتنا الروحية والمادية؟ وهل تخفق قلوبنا خفقان الذي يشعر بهذه المسؤولية العظيمة حينما نطرح رأيا في التعليم، او نتخذ قرارا في مجاله؟ وهل نحن حريصون على بناء عقول أجيالنا من خلال ما نضع لهم من مناهج التعليم وبرامجه بناء مستقبليا قائما على تحقيقه بناء الكون وفق ما يقتضيه الدين الصحيح الذي لا تصلح أحوال العباد إلا به؟
وهل نحن بعيدون - فعلا - عن التأثر بما يطرحه الغرب بالحاح عن أهمية تغيير المناهج الدينية وتطويرها؟ أم ان ذلك الطرح الغربي يتخذ مكانه الخفي أو المعلن في منافذ تفكيرنا وطيات نفوسنا.
أسئلة كثيرة تتوارد الى ذهن الانسان حينما يفكر في مسؤولية التعليم التي تعني بناء المستقبل، ورسم صورة بلادنا ومجتمعنا بعد سنوات.
ماذا نريد أن نكون؟
هل اختصار منهج المواد الاسلامية الشرعية طريق صحيح لبناء الجيل الذي نريد؟
وهل كل ما يقال عن سلبيات المناهج الدراسية موضوعي، بعيد عن المبالغة والتهويل؟
وكيف نفكر - نحن المعنيين بالجانب التعليمي التربوي - في تنشئة جيل قوي قادر على الاستيعاب لمعطيات العصر واتجاهاته من خلال رؤية اسلامية صحيحة بعيدة عن الغلو والتنطع، وبعيدة عن الانفلات والتمييع والذوبان؟؟
من المهم ان نكون على وعي صحيح بأفضل الطرق التي تتحقق بها مصالحنا الأخروية والدنيوية في التعامل مع الغرب بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة.
ولاشك ان الوعي بأفضل تلك الطرق يعني الدراسة المستوعبة لوضع العالم بعد سنوات من الآن، كيف سيكون؟، ماذا ستكون أمريكا بعد عشر سنوات أو أكثر أو أقل، ماذا سيكون الغرب كله، وماذا سيكون الشرق كله؟
أسئلة كثيرة لها بعدها «الحضاري»، ولها علاقتها المتينة بالتربية والتعليم، هل من المصلحة لبلادنا وأمتنا، ومن أساليب التحقيق لأهدافنا أن نبني جيلاً جديداً يعرف من المعلومات العلمية والمادية والثقافية العامة أكثر مما يعرف عن دينه وواجباته الشرعية؟ هل من المصلحة لنا ان نرى أجيالنا بعد سنوات وقد ضعفت علاقتهم بلغتهم العربية الفصحى زيادة على ما هي عليه من ضعف الآن، وقويت - بالمقابل - لغاتهم الاجنبية انجليزية أم غيرها؟
هل نحن معنيون في زحمة التطوير أن نطور فعلياً بصورة جادة حاسمة مقدرة المدرسين على الأداء الصحيح، والتربية السليمة، وبناء الجيل المتعلم بحق.
الجوهر هو المهم، فما أظن ان ضعف المستوى العلمي عند كثير من طلابنا ناشىء من عدم تطوير أو تغيير المناهج، وانما هو بالدرجة الأولى مرتبط بشخصية المعلم الذي يقدم للطالب هذا المنهج، كيف يقدمه، وما مقدرته؟ وما مدى شعوره الحقيقي بالمسؤولية.
أعرف معلمين فضلاء يقولون: والله ان عبء تعليم المرحلة الابتدائية علينا عبء ثقيل، وان الوقت لا يكاد يكون كافيا لأداء حق التعليم لهؤلاء الطلاب والتربية والتوجيه ومع ذلك فان من زملائنا المدرسين من لا يشعر أبداً بهذا العبء وخطورته، ولا يحس بمعنى تعليم طلاب المرحلة الابتدائية وأهميته.
والسؤال هنا: ما البرامج العملية الجادة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم لتطوير المدرس، واذكاء روح الحماسة لديه، وايقاظ شعوره بخطورة رسالته، وتدريبه على ذلك؟
وهل تغيير او تطوير بعض المناهج الدراسية - مع الحاجة إليه - اهم من تغيير روح المعلم المتكاسل، وتطوير ذاته وأدائه ووعيه؟
هكذا يوحي لنا العام الدراسي الجديد بأسئلة ذات أهمية كبرى ويرسم أمامنا صورة مهمة لمسؤولية التعليم العظيمة، وأهميتها في بناء مستقبلنا المشرق.
وبعد ذلك وقبله أزف تحية خالصة لكل من يبذل جهداً في بناء أجيالنا رعاها الله وكفاها شرور هذا العصر.
إشارة


حين يُلقي العصا معلِّم قومٍ
فسلام منا على التعليم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved