تأملات سائح في أبها البهية
د. محمد فرج الخطراوي

ها قد اقترب الصيف من نهايته وعادت الطيورالمهاجرة أدراجها سواء من داخل المملكة أو خارجها وحان الوقت للتأمل في بعض التجارب التي صادفها والظروف التي واجهها السائح خلال هذه الصيفية. وبادئ ذي بدء لا بد من الإشادة بالجهود التي بذلت وتبذل لتطوير وتحسين المرافق السياحية وتهيئة البنى التحتية في منطقة عسير حتى غدت المنطقة بحق أجمل المناطق السياحية الصيفية في بلادنا. ومن المدهش أن تلمس بنفسك برودة الجو الذي تتمتع به أبها ومرتفعاتها في شهر أغسطس (برج الأسد) حيث يحس الفرد ودون مبالغة بالحاجة إلى الملابس الخريفية وربما الشتوية حتى في منتصف النهار. أما عن المناظرالطبيعية الخلابة وجمال المصاطب الخضراء والضباب الكثيف والرعد والبرق وهطول الأمطار والبرد فحدث ولا حرج هذا مع توفر الفواكة الطازجة بكثرة واضحة وبالذات الرمان والتين والبرشومي الذي تشتهر به المنطقة بالإضافة إلى العربات المعلقة والحدائق ومدن الألعاب والخيل والدبابات... إلخ وهي عوامل جذب سياحي تجعل من منطقة عسير عروس مصايف المملكة وبقية دول الخليج العربية دون منازع. ومع هذا يظل من المهم استعراض بعض التأملات في جوانب تسهل معالجتها على أهميتها وتأثيراتها غير المريحة وأود هنا التركيز على الدعوة لتأمل الحالات الرئيسية التالية:-
1 - عدم مصداقية مؤسسات السياحة الداخلية واهتمامها بالثراء السريع دون أي اعتبار لمستوى الخدمات التي التزمت بتقديمها للسائح والتنصل من التزاماتها بمجرد استلام مبالغ الاشتراك وذلك لأنها أمنت العقاب والحساب، حيث لا رقيب عليها من أي جهة.
2 - التوصيل من المطار للمنتجعات الجميلة كان بترتيب مسبق مع المنتجع، ومع هذا كان على السائح تحمل دفع القيمة دون نقاش.
3 - لا يوجد بالمنتجع ولا بأي مكان قريب منه سوى بوفيه سندوتشات محدودة يعمل لفترة معينة ومطعم بعيد عن الموقع يقفل أبوابه بعد صلاة العشاء مباشرة - كذلك البقالة الوحيدة بالموقع لا توجد بها الأساسيات والضروريات، ومن ناحية أخرى لا توجد سيارات أو أي وسائل نقل لا بأجر ولا بغير أجر للانتقال من الموقع. أليس من السهل ايجاد وسيلة نقل متكرر (كل ساعة مثلاً) لمركز البلد أو لنقطة أو نقاط محددة ولفترات معينة في اليوم؟
4 - أن تصادف مستوى غريبا من الخدمات في مطعم ذي موقع متميز ومأكولات شهية فمثلاً الموجود الفعلي من المأكولات يختلف عن الموجود بالقائمة ويتحفظ المطعم أحياناً عن تزويد الزائرين بقائمة المأكولات والأسعار.
5 - أن يعمد فندق في مستوى فندق الانتركونتننتال (خمس نجوم) إلى إلغاء فطور البوفيه بعد تأكيد وجوده مساء اليوم السابق واستمرار وجود الإعلان عنه في ذلك اليوم أمام المطعم.
6 - أن تلغي الخطوط السعودية رحلتها أو تعمل على ادماج بعضها في بعض بصورة مفاجئة ولا تجد أمامك سوى الانتظار الطويل بالمطار مع العائلة والأطفال.
تخيلوا أيها السادة والسيدات معنى هذه الملاحظات وتأملوا تأثيراتها في خدش قدرات الجذب السياحي لمنطقة مثل عسير التي تعتبر بحق أكثر مناطق المملكة أهمية للجذب السياحي في فصل الصيف. ولما كان تطويرالسياحة عملية مستمرة فإن التأملات السابقة تستدعي إنشاء جهاز رقابي ضمن ترتيبات الهيئة العليا للسياحة يتولى مراقبة المناطق السياحية وأهم المؤسسات والمرافق العاملة بها والتركيز على ممارسة المهام التالية:
1. تقديم النصح والمشورة لمؤسسات ومرافق السياحة.
2. مسح ودراسة أوضاع البيئة السياحية بين الفينة والأخرى.
3. اقتراح الأنظمة والسياسات والإجراءات اللازمة لتحسين المناخ السياحي.
4. استقبال الشكاوى الجدية الخاصة بالنشاط السياحي والتعامل معها بما يناسبها.