* الرياض - محمد العوفي:
أبدى عدد من الاقتصاديين قلقهم من ان ينخفض مؤشر سوق الاسهم بنفس الوتيرة المتسارعة التي صعد بها واصفين ما يجري في السوق حاليا انه ظاهرة غير صحية بفعل المضاربات التي دفعت بأسهم بعض الشركات الى قيمة لا تعكس القيمة الحقيقية للشركة عند مقارنته بامكانيات الشركة وادائها الفني.
معللين بأن السبب وراء ذلك توفر السيولة النقدية وعودة بعض الاموال المهاجرة الى الخارج وكذلك استقرار اسعار النفط وارتفاعه مضافا الى ذلك الثقة في السوق السعودي وندرة الفرص الاستثمارية.
الجزيرة بدورها تستطلع آراء الاقتصاديين حول تداعيات سوق الاسهم واسباب صعود المؤشر:
وصف رئيس مجلس ادارة البنك السعودي الفرنسي ابراهيم الطوق ما يجري في السوق في الوقت الراهن من صعود للمؤشر واندفاع للمستثمرين بأنها حالة غير صحية على الاطلاق لما يشهده السوق من مضاربات غير مبررة ادت الى تضاعف اسعار اسهم بعض الشركات مع انها لم تحقق عوائد او ارباحاً لسنوات عدة مبديا اسفه من انكواء صغار المستثمرين بنار تلك المضاربات لقيامهم بالمضاربة على اسهم يضارب عليها كبار المستثمرين وبالتالي ارتفاع سعر السهم بدون مبرر والسوق يتبع هؤلاء المستثمرين.
واضاف الطوق للجزيرة ان السوق ارتفع مع بعضه ولكن بعض الشركات ليس هناك ما يبرر ارتفاع اسعار اسهمها بعكس الشركات الاخرى التي لديها ما يبرره عطفا على ما حققته من نتائج جيدة خلال النصف الاول من العام.
وابان الطوق ان السوق تحول الى سوق مضاربين الى حد ما اذ ترجحت كفة المضاربين على المستثمرين مع وجود مستثمرين في اسهم شركات ذات عوائد.
وذكر الطوق ان الاسباب وراء ذلك الارتفاع يعود الى انخفاض اسعار الفائدة على التسهيلات البنكية الممنوحة لعملاء البنك الذين لديهم مصداقية او ضمانات كافية وارتفاع السيولة لدى المواطنين بالاضافة الى عودة بعض الاموال المهاجرة في ظل ندرة الفرص الاستثمارية الاخرى.
ونصح الطوق المستثمرين في الاسهم بدراسة اداءالشركة ومعرفة امكانياتها وارباحها الماضية والحالية والمستقبلية والتحقق من ان هذا الاستثمار مجد ام لا، وعدم اتباع الآخرين واتخاذ قراراتهم على اسس اقتصادية سليمة.
وتوقع الطوق ان هذا الارتفاع لابد ان يصل الى حد معين وعندها يبدأ المستثمرون في جني الارباح فتبدأ عملية البيع للاستفادة من ارتفاع السعر، فالملاحظ من بداية العام هو الارتفاع الكبير ولا يمكن ان يستمر ذلك طويلا، فلابد من تصحيح مسار السوق وخروج مستثمرين بعد جني الارباح.
وابدى الطوق تخوفه من انخفاض مفاجىء للمؤشر بنفس سرعة صعوده مؤكدا بأن حدوث ذلك سوف يلحق ضررا كبيرا في السوق، وسيكون وقع الضرر اكثر على المستثمرين في السوق عن طريق القروض والتسهيلات الائتمانية من البنوك متمنيا ان يكون انخفاض المؤشر في حالة انخفاضه تدريجيا بحيث يستطيع المساهم ان ينسحب تدريجيا.
وعن تأثير الطفرة التي يشهدها سوق الاسهم على العقارات قال الطوق اعتقد ان ذلك اثر الى حد ما على سوق العقار.
واستدرك في نهاية حديثه بأن ما يجري في سعر اسهم بعض الشركات التي ارتفعت بدون مبرر يشبه الفقاعات التي ما تلبث ان تزول، وان لابد من حركة تصحيحية لتصحيح مسار السوق لكي يصل الى مرحلة الاستقرار.
من جانبه وصف كبير اقتصاديي بنك الرياض عبد الوهاب ابو داهش التسارع الذي نشهده في السوق ظاهرة غير صحية مبديا قلقه من ان يهبط المؤشر فجأة موضحا بأن ذلك التسارع دليل على ان مضاربات كبيرة تجري في السوق ومعتقدا بأن المضاربات على اسهم الشركات الصغيرة هي التي دفعت بالشركات الكبيرة ان ترتفع.
وقال ابو داهش ان المضاربات التي تحدث على اسهم الشركات الصغيرة زادت وتيرة التسارع ولاسيما ان العوامل الفنية للشركات لا تعكس بطبيعة الحال السعر الذي وصلت اليه اسهمها.
واشار ابو داهش ان الاسباب وراء ذلك التسارع المضاربات التي تحدث نظرا لتوفر السيولة النقدية العالية التي اتجهت لسوق الاسهم في ظل ركود سوق العقارات متزامنا مع دخول فصل الصيف والذي يشهد في المعتاد ركود سوق العقارات بالاضافة الى ارتفاع اسعار النفط وانتاجه في المملكة وبقاء بعض الاستثمارات في البلد وكذلك انخفاض عدد السواح السعوديين في الخارج وعودة بعض الاموال المهاجرة الى الاستثمار في المملكة والثقة التي يحظى بها السوق والشركات السعودية يضاف الى ذلك الارتفاع الذي تشهده السوق السعودية مقابل انخفاض في الاسواق العالمية وخاصة في العام 2001م - 2002م اذ حققت السوق الاجنبية نتائج سلبية مقابل نتائج ايجابية في السوق السعودية خلال الثلاث سنوات الماضية.
وقال ابو داهش ان على صغار المساهمين الراغبين في المضاربات تحمل المخاطر والا عليهم الاتجاه الى صناديق الاستثمار وهذه اسلم طريقة لهم لتجنب المخاطر العالية.
وعن توقعاته لاستمرار صعود المؤشر اوضح ابو داهش ان ارباح الربع الثالث هي المحك الرئيسي للسوق لانها ستكون نقطة تحول في عملية الاسهم هل يعني ان السوق يتماشى وتوقعات المضاربين اولا، فاذا كانت السوق تتماشى معها فالسوق سيستمر بنفس القوة واذا لم يكن كذلك سينخفض ولكن ليس بشكل كبير.
ويعتقد ابو داهش ان تحقيق العوائد بهذا الشكل فعلا اثر على سوق العقار والذي يشهد عادة في فصل الصيف ركوداً بعكس سوق الاسهم الذي يمكنك متابعته عن طريق التلفون او الانترنت لحظة بلحظة.
وافاد رجل الاعمال والكاتب الاستاذ خالد الشثري ان ما يحدث في السوق من اندفاع للمستثمرين اندفاعا غير مدروس بحيث وصلت اسعار اسهم 90% من الشركات الى ما يسمى بمرحلة السعر غير الحقيقي وهو السعر الاعلى من القيمة السوقية المفترضة بمراحل، وهذا بالغالب تكون له ردة فعل سيئة، مفيدا ان اي هزة يتلقاها السوق سوف تؤدي الى انهياره ككل، مما يحدث خللا عظيما مذكرا بما حدث للسوق في العام 1994م.
وقال الشثري ان هذا الصعود غير المبرر لم يكن احد يحلم ان يصل الى هذا المستوى معللا السبب وراء ذلك بالثقة التي يحظى بها السوق السعودي بالاضافة الى عودة الاموال المهاجرة لتوفر عنصر الامان في الوطن والاستقرار في اسعار النفط وكذلك التسهيلات الائتمانية المبالغ فيها التي تقدمها البنوك طالبا من مؤسسة النقد مراجعة حجم الضمانات المقدمة من قبل المستثمر مقابل هذه التسهيلات لان هذه الكارثة سوف تكون على مستوى اقتصاد الوطن اذا حدثت.
واكد الشثري ان الخطورة تكمن في حالة حدوث انهيار في السوق في صعوبة اعادة المستثمر ذاته الى السوق وزرع الثقة فيه ناصحا صغار المتداولين ان لا يضعوا مصيرهم بيد المضارب بل يجب ان يعودوا الى قراءة الشركة كقيمة وامكانيات.وابان الشثري في حديثه ان استمرار صعود مؤشر السوق مرهون بتجاوب المتداولين مع المضاربين لان السوق اصبح سوق مضاربين مدللا على ذلك في صعود الاسهم الممتازة ذات العوائد لم يكن موازيا لصعود الاسهم التي ليست من ذوات العوائد مثل الشركات غير المستقرة.
ويعتقد الشثري ان نسبة بسيطة من المستثمرين في العقارات اتجهوا لسوق الاسهم وذلك لاختلاف قواعد المضاربة في الاسهم في قواعد المضاربة في العقارات، وتاجر الاراضي يملك قاعدة خبرة طويلة بعكس المضاربين في سوق الاسهم الذين هم مضاربون طارئون.
|