* القاهرة مكتب الجزيرة عبدالله الحصري:
تواجه إدارة الرئيس الأمريكي بوش وحكومة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا عاصفة شديدة هذه الأيام بعد ثبوت أكاذيب أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بشأن علاقة صدام بتنظيم القاعدة وامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وهما السببان اللذان تذرعت بهما الدولتان لشن العدوان على العراق، خاصة أنه بعد مرور عدة شهور على انتهاء الحرب واحتلال العراق لم يتم الاستدلال حتى الآن على وجود أي أسلحة دمار شامل، بل وزاد الأمر سوءا بالنسبة لبوش عدم صحة مزاعمه بشأن سعي العراق لشراء يورانيوم من أفريقيا مما أدى إلى تراجع شعبيته في آخر استطلاع لرأي الشعب الأمريكي.
ولكن برغم ثبوت كذب مزاعم بوش وبلير حول وجود علاقة بين صدام والقاعدة ووجود أسلحة دمار شامل في العراق، هل سيتعرضان للمساءلة الدولية من جانب الأمم المتحدة لأن الخديعة الأمريكية البريطانية ليست مجرد شأن داخلي في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها شأن دولي لأنها خديعة ترتب عليها حرب واحتلال استعماري للعراق وهو مايستوجب إعادة طرح القضية أمام الأمم المتحدة، ولكن هل تجرؤ الأمم المتحدة على توجيه اللوم لأمريكا وبريطانيا على خوضهما العدوان ضد العراق!!؟.
وقد شكلت الخديعة الأمريكية البريطانية بشأن أسلحة الدمار الشامل التي زعمت الولايات المتحدة وبريطانيا أن العراق يمتلكها، شكلت خداعاً للمجتمع الدولي عموما، وبالتالي فإنها قضية دولية وليست مجرد قضية داخلية. وينبغي أن يترتب على ذلك إعادة طرح القضية أمام الأمم المتحدة بغرض نقل «الولاية» على العراق إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية بصورة مؤقتة تمهيدا لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية لانتخاب حكومة عراقية تتولى شؤون العراق، وتمتلك تفويضاً حقيقياً من شعبه بإدارة أموره.
ومن جانبها نفت الأمم المتحدة وجود صلات بين العراق والقاعدة حيث اعلن البريطاني مايكل شاندلر رئيس مجموعة الأمم المتحدة التي تراقب العقوبات المفروضة على تنظيم القاعدة، ان المجموعة لم تجد ادلة عن صلات بين القاعدة والعراق وذلك خلافا لما يراه بليرالذي يؤكد العكس.
وقال شاندلر «لم يتوافر لدينا شيء في الوقت الراهن ولم يستطع احد توفير اي دليل». وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أعلن الثلاثاء أن أجهزة الاستخبارات تأكدت من وجود علاقة بين عناصر في شبكة القاعدة وبعض الاشخاص في العراق.
وقال: «هناك معلومات تشير إلى روابط بين عناصر من القاعدة واشخاص في العراق»، موضحا انه لا يعني بذلك «وجود دلائل تربط اعضاء في العراق بعناصر من القاعدة».
وقد هاجم (جريج تيلمان) المسئول بمكتب الاستخبارات في الخارجية الأمريكية تأكيدات إدارة واشنطن قبل الحرب على العراق بوجود صلة بين نظام الرئيس العراقي (صدام حسين) وتنظيم (القاعدة)، في وقت أصبحت الذرائع التي ساقتها الإدارة الأمريكية للحرب ضد العراق مصدر إزعاج متزايد لها وقد نقلت شبكة (إيه بي سي) عن (جريج تيلمان) قوله )إنه لم يكن هناك أي احتمال للتعاون بين العراق وتنظيم (القاعدة) وإن أجهزة الاستخبارات كلها اتفقت على عدم وجود صلة بين العراق و(القاعدة) وأبلغت البيت الأبيض والكونجرس بذلك(.
|