* نيودلهي (اف ب) :
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون أمس الثلاثاء أن اسرائيل «مهتمة جدا» بإقامة علاقات قوية مع الهند التي تعد «واحدة من أهم دول العالم»، فيما تحدث عضو من الوفد المرافق له عن «مثلث استراتيجي» بين هاتين الدولتين والولايات المتحدة.
وقال شارون أمام الصحافيين في نيودلهي حيث احتفت به السلطات بشكل ملفت غداة وصوله وسط إجراءات أمنية مشددة شبيهة بالتدابير التي فرضت اثناء زيارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في سنة 2000 إن الدولة العبرية «مهتمة جدا بتطوير وتعزيز العلاقات» مع الهند التي تعد «واحدة من أهم دول العالم» والتي «نتشاطر معها ايماننا بالديموقراطية».
واستطرد قبل بدء محادثات يفترض أن تركز خصوصا على تعزيز التعاون العسكري والعلمي بين البلدين. «بامكاننا أن نقوم سويا بأمور كثيرة في ميادين عديدة».
وأضاف «إنها أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي الى هنا وستساعدنا على التقدم من أجل انجاز هذه الأمور».
وأسهب نظيره الهندي اتال بيهاري فاجبايي في الكلام في هذا المنحى مؤكدا «أن شكلا جديدا» قد أعطي للعلاقات الثنائية، مضيفا «إنها زيارة تاريخية وإنني على يقين بأنها ستسهم في التقريب بين البلدين».
ويرى دبلوماسيون أن زيارة شارون إلى الهند تكشف إلى العلن التقارب الخفي الاستراتيجي والعسكري الذي أحدثه البلدان في السنوات الأخيرة رغم ما يثيره ذلك من استياء لدى الباكستانيين والفلسطينيين.
وفي هذا الصدد أكد فاجبايي أن هذا التقارب لن يكون على حساب القضية الفلسطينية فقال «لدينا موقف مبدئي» في هذا الخصوص.
وخلال عقود كانت الهند (أكثر من مليار نسمة) من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية لاسيما في إطار حركة عدم الانحياز ولم تقم علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل إلا في العام 1992. ثم تسارع التقارب بين الجانبين قبل خمس سنوات مع وصول القوميين الهندوس إلى الحكم في نيودلهي وإيجاد «قيم مشتركة» لتحالف بين «أصغر وإحدى أكبر الديموقراطيات في العالم».
وفي موازاة ذلك سعت الهند للتقرب من الولايات المتحدة عبر استخدام القناة الاسرائيلية أحيانا.
وفي هذا السياق صرح مسؤول اسرائيلي كبير يرافق شارون أن هجمات 11 ايلول-سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة والحملة العالمية لمحاربة الارهاب وفرت فرصة جديدة لإقامة علاقات أقوى بين الهند وإسرائيل والولايات المتحدة».
وتحدث هذا المسؤول عن «مثلث استراتيجي» فيما تشهد آسيا» تزايدا كبيرا للأنشطة الارهابية.
وقد توضح الموقف الاستراتيجي الجديد للهند في كلمة براجيش ميشرا مستشار الأمن القومي النافذ في الثامن من أيار- مايو أمام لجنة اليهود الأمريكيين في واشنطن إذ دعا إلى تشكيل محور ثلاثي بين الهند وإسرائيل والولايات المتحدة، الدول التي تتقاسم «رؤية مشتركة للتعددية» وتتعرض بشكل منتظم ل«الارهاب». وكان وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث زار قبل عشرة أيام نيودلهي حيث قال إن الهند ليست بحاجة لاسرائيل «كوسيط» للتقرب من واشنطن. الى ذلك فإن زيارة شارون أثارت قلقا لدى باكستان المجاورة، وقال المتحدث باسم الخارجية الباكستانية في إسلام آباد إنه اذا توجه التحالف الهندي الاسرائيلي «ضد المسلمين في العالم، وضد باكستان والمسلمين الباكستانيين سنكون أكثر قلقا وسيعتبر الأمر تطورا سلبيا جدا».
وقد تعزز التعاون الهندي الاسرائيلي في المجال الدفاعي إلى حد كبير خلال السنوات الأخيرة إلى درجة أغضبت روسيا وفرنسا وبريطانيا التي كانت حتى الآن في موقع مهيمن على السوق الهندية. فمن المرتقب أن تركز محادثات شارون على مسألة شراء نيودلهي معدات إسرائيلية جديدة لكن من غير المتوقع أن يتم في الحال توقيع اتفاق بشأن نظام رادار للانذار المبكر من طراز فالكون، علما بأن واشنطن أعطت الضوء الأخضر الشهر الماضي لهذه الصفقة. وسيبقى شارون الذي يرافقه وفد من 150 شخصا يضم ممثلين عن صناعات الأسلحة الاسرائيلية حتى الخميس في الهند.
|