* رام الله - نائل نخلة:
قال تقرير فلسطيني ان قوات الاحتلال قتلت منذ الحادي والعشرين من شهر اب الماضي 20 فلسطينيا منهم قادة سياسيون وميدانيون من الفصائل الفلسطينية واغلبهم من حركة المقاومة الاسلامية حماس.
واشار التقرير الذي اصدره المركز الصحفي الدولي التابع لهيئة الاستعلامات الفلسطينية انه في الحادي والعشرين من الشهر الماضي أقدمت قوات الاحتلال على ارتكاب جريمة اغتيال يندى لها الجبين فقد قتلت في قصف مروحي سيارة مدنية كان يستقلها الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب (53) عاماً، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقاه هاني ماجد أبو العمرين(23)عاماً ومؤمن بارود (22 )عاماً، حيث أطلقت المروحيات الإسرائيلية المحلقة في سماء غزة 5 صواريخ من طائرات الأباتشي على سيارته بالقرب من مقر وكالة الغوث الدولية وسط حي الرمال الشمالي بمدينة غزة، مما أدى إلى تفحم جثامين الشهداء الثلاثة وإصابة أكثر من 15 مواطناً، بجراح مختلفة، منهم 5 في حالة الخطر استشهدت من بينهم السيدة صابرة حمدية (70) عاماً، وعلى إثر هذه الجريمة الغادرة التي راح ضحيتها المهندس أبو شنب، أكثر أعضاء الجناح السياسي اعتدالاً حسب المقياس الإسرائيلي والأمريكي والدولي، أعلنت حركة حماس انسحابها من الهدنة بعد خمسين يوماً من الخروقات الإسرائيلية والالتزام الفلسطيني التام بها. وفي اليوم التالي أي في الثاني والعشرين من آب، اغتالت القوات الخاصة الإسرائيلية المواطن خالد النمروطي (32 عاماً)، وأصابت مواطنين اثنين بجراح خطرة، من خلال إطلاق نيران أسلحتها الرشاشة عليهم أثناء محاصرتها ل«مستشفى رفيديا» نابلس، وإلحاق أضرار جسيمة بالمستشفى والممتلكات المجاورة.
وكان يوم الثالث والعشرين من نفس الشهر هادئاً، فيما اغتالت قوات الاحتلال في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، أربعة مواطنين آخرين من أعضاء حركة حماس هم: أحمد اشتيوي(24عاماً)، وحيد حامد الهمص(22 عاماً)، محمد كنعان أبو لبدة(23 عاماً)، وأحمد محمد أبو هلال(23 عاماً)، وأصابت 5 مواطنين بجراح مختلفة، من خلال قصف سيارتهم بعدة صواريخ من طائراتها المروحية في مدينة غزة بالقرب من مقر السيد الرئيس على الطريق الساحلي.
وفي السادس والعشرين من نفس الشهر أقدمت المروحيات الإسرائيلية على ارتكاب جريمة اغتيال ثالثة أخرى حيث شنت غارة على حي عباد الرحمن شمال مدينة غزة، مطلقة صواريخها باتجاه سيارة مدنية كان يستقلها المواطن خالد مسعود أسفرت عن استشهاد 3 مواطنين منهم طفلان أحدهما محمد بعلوشة (17 عاماً) والطفلة سناء الداعور9 أعوام والمواطن حسن الحملاوي (70 عاماً) واستشهد مسعود في السادس من أيلول الجاري بعد أن كان في حالة موت سريري منذ يوم إصابته، كما أصيب أكثر من 20 مواطناً، جراح بعضهم خطرة، وألحقت أضراراً جسيمة بالعديد من المنازل والممتلكات في المنطقة.
واغتالت قوات الاحتلال بتاريخ 28/8/2003، المواطن حمدي عدنان كلخ (35 عاماً) من أعضاء حركة حماس، في جريمتها الرابعة وأصابت 4 بجراح خطيرة بينهم طفل (5 أعوام)، من خلال قصفها عربة كارو كان يستقلها المواطن كلخ بالقرب من مقبرة الشهداء واستهدفتها مروحيات الاحتلال بعدة صواريخ من طائرات الأباتشي.
وفي ساعات بعد ظهر يوم السبت الموافق 30/8/2003، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة اغتيال خامسة عند مدخل مخيم النصيرات في محافظة الوسطى، وراح ضحيتها المواطنان عبدالله عقل وفريد ميط من أعضاء حركة حماس، فضلاً عن إصابة أربعة من المدنيين تصادف وجودهم في المكان، حيث أطلقت طائرتان مروحيتان إسرائيليتان ثلاثة صواريخ تجاه سيارة مدنية من نوع بيجو سندر، وقد أصابت الصواريخ مقدمة السيارة بشكل مباشر، الأمر الذي أدى إلى استشهاد سائقها ميط (40عاماً) من سكان مخيم البريج ومحمود علي إبراهيم عقل -المعروف بعبدالله- (36عاماً) من سكان مخيم البريج، كما أسفرت الجريمة عن إصابة أربعة مدنيين آخرين تصادف وجودهم في المكان، وصفت حالتهم بالمتوسطة.
ولم يطل الهدوء ففي الفاتح من الشهر الجاري أقدمت المروحيات العسكرية الإسرائيلية على اصطياد فريسة أخرى وفي ساعة حيوية وفي أكثر شوارع مدينة غزة ازدحاماً أطلقت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أربعة صواريخ باتجاه سيارة مدنية فلسطينية، كانت تسير في شارع متفرع من شارع الوحدة، وسط مدينة غزة، بيضاء اللون من نوع «ميتسوبيشي»، مما أدى إلى احتراقها بالكامل واستشهاد أحد ركابها، فيما تمكن ثلاثة آخرين من الفرار، وسارعت فرق الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث انتشلت جثة الشهيد ونقلتها إلى مستشفى الشفاء، وراح ضحيتها الشهيد خضر بدوي الحصري (35عاماً) من حي الشجاعية في غزة، كما استشهد في اليوم التالي المواطن رياض صبيح (29) عاماً الذي أصيب أثناء مروره بالقرب من مكان الجريمة فيما أصيب جراء شظايا الصواريخ المتناثرة نحو 20 مدنياً فلسطينياً، بينهم سبعة أطفال، بجراح ووصفت المصادر الطبية جراح ثلاثة من المصابين بأنها خطيرة.
وفي الثاني من الشهر الجاري، اغتالت قوات الاحتلال في نفس اليوم، الشهيد عبدالقادر دعمة (21 عاماً) من حركة الجهاد الإسلامي، عندما استوقفت سيارته الخاصة وأطلقت النار عليه قرب المنطقة الواقعة بين مدخل قريتي عنزة- الزاوية بعد أن استوقفه جيب عسكري إسرائيلي وأمر الجنود مواطنين كانا في داخلها بالترجل منها، كاشفين عن بطنيهما، ورافعين أياديهما إلى الأعلى، وبعد ترجلهما، ووقوفهما بجانب سيارتهما، ترجل أربعة جنود من سيارة الجيب، وفتحوا النار على الفور باتجاه الشابين، مما أسفر ذلك عن إصابتهما، وسقوطهما أرضاً، كما ارتكب الجنود جريمة أخرى بعد جريمة الاغتيال فقد أغلقوا المنطقة، ولم يسمحوا لأي كان من الاقتراب حسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ثم غادر المحتلون المكان بعد ساعتين مخلفين وراءهم جثمان أحد الشابين، بينما اعتقلوا الآخر جريحاً، واقتادوه معهم، وأفادت المصادر الطبية هناك أن الشهيد كان مصاباً ما بين ثمانية وعشرة أعيرة نارية، ومن مسافة قريبة جداً، في الرأس والصدر والبطن والساقين.
وفجر يوم الجمعة الموافق 5/9/2003، قصفت قوات الاحتلال منزلاً سكنياً في مدينة نابلس بصواريخ مضادة للدبابات، وبعد ساعات شوهد الجنود وهم يخرجون جثة أحد المواطنين دخل في مواجهة منفردة مع عشرات من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة والمتفجرات وبدعم مروحي ودبابات مرابطة والشهيد هو المهندس محمد يوسف - عبدالرحيم الحنبلي (28عاماً) أحد قادة حركة حماس في شمال الضفة الغربية.
وبتاريخ 6/8/2003، بعد أن تلقت حكومة شارون الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن تمكنت من إقناع الاتحاد الأوروبي بالنظر في إمكانية إدراج الجناح السياسي لحركة حماس ضمن قائمة المنظمات الإرهابية حاولت قوات الاحتلال اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس وإسماعيل هنية، أحد أبرز قادة الحركة بإسقاط قنبلة بوزن 250 كيلوجراماً من المتفجرات الحارقة على شقة سكنية لأحد أساتذة الجامعة الإسلامية في مدينة غزة خلال تواجد الشيخ مع بعض أعضاء الحركة في زيارة اجتماعية للمنزل، إلا أن الجريمة باءت بالفشل وأصيب خلالها خمسة عشر مصاباً من المواطنين المتواجدين في المنطقة أثناء الجريمة.
وبهذه المحاولة فقد حاولت قوات الاحتلال ارتكاب جريمة اغتيال سياسية أخرى ولكنها فشلت، كما فشلت محاولة اغتيال د. عبدالعزيز الرنتيسي، أحد قادة حركة حماس السياسيين بعد أن ارتكبت جريمتين بحق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل أبو شنب وجريمة اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية، أبو علي مصطفى في شهر آب من عام 2001.
وحتى أمس حاولت قوات الاحتلال ارتكاب جريمة اغتيال عاشرة بعد أن أغلقت سماء قطاع غزة بالمروحيات العسكرية وبالونات الإضاءة، وأطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه منزل مكون من طابقين في الحي النمساوي في مدينة خانيونس تمام منتصف الليل ، ويعود المنزل للمواطن عبدالسلام أبو موسى أحد كوادر عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأسفرت الجريمة عن إصابة ما لا يقل عن 12 مواطناً معظمهم من الأطفال في حين نجا المواطن أبو موسى من القصف الذي استهدف منزله وباءت هذه الجريمة أيضاً بالفشل.
وجدير بالذكر أن عدد شهداء الانتفاضة منذ اندلاعها في الثامن والعشرين من أيلول 2000 حتى صباح الثامن من أيلول الجاري ارتفع إلى 2708 شهداء وذلك حسب إحصائيات مركز المعلومات الوطني الفلسطيني بالهيئة العامة للاستعلامات في مدينة غزة.
وقانونياً فإن سياسة الاغتيالات، التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعد انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي، ومخالفاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسانية، حيث تنص المادتان 146، 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في زمن الحرب، المؤرخة في الثاني عشر من آب (أغسطس) 1949، وإلى المبدأ الأول من مبادئ الأمم المتحدة الخاصة بالمنع والتقصي الفعالين لعمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام دون محاكمة للعام 1989، ونصت المادة (23) من المعاهدة الرابعة المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب الموقعة في لاهاي في الثامن عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 1907 (لاهاي) التي تستند إليها دولة الاحتلال الحربي قانونياً في تعاملها مع الفلسطينيين.
|