* موسكو - سعيد طانيوس:
عبَّر وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف عن دهشته من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حول تحسن الاوضاع في العراق يوما بعد يوم وقال إن تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول استتباب الحياة السلمية وتحسن الوضع في العراق تؤدي إلى تضليل المجتمع الدولي لأن الواقع يشير إلى ان الوضع هناك لا يسير نحو الأحسن بل إلى الأسوأ، واستهجن ايفانوف التصريحات الأمريكية التي تزعم بأن أسلحة الدمار الشامل لدى بغداد لم تكن السبب الرئيس لاتخاذ قرار شن الحرب على العراق.
وذكر إيفانوف في معرض إجابته على سؤال صحافي بأن هذه التصريحات لو ثبت أنها صدرت حقا فإنها تتعارض بشكل كامل مع ما أعلنه المسؤولون الأمريكيون.
وأضاف قائلا إن تقييم روسيا لتطور الأحداث في العراق وبضمنه وجهة نظر موسكو من شن الحرب على هذا البلد أثبتت بأن بداية الحرب لم تكن في وقتها وشدد إيفانوف على عدم جدوى مناقشة مثل هذه المسائل في الوقت الذي لا ينوي فيه أي طرف أن يغير تقييمه للأحداث بما في ذلك روسيا.
وكشف وزير الخارجية الروسي عن ان بلاده تدرس مشروع قرار بشأن العراق قدمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي غير انه أوضح أن الجانب الأمريكي قدم مشروع القرار الجديد بشأن العراق إلى مجلس الأمن كورقة عمل وليس ورقة رسمية.
واعتبر أن مشروع القرار المذكور يستحق الاهتمام لأنه يعبر عن ضرورة الاستعانة بالمجتمع الدولي على نطاق أوسع لتسوية الوضع في العراق.
وأوضح ايفانوف أن مشروع القرار الجديد الذي قدمته الولايات المتحدة لا يتضمن بندا بشأن إنشاء قوة متعددة الجنسيات في العراق وإنما يتضمن دعوة البلدان للمشاركة في قوة كهذه وبالتالي فإنها مجرد مبادئ عامة ويحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسة وخاصة في ما يخص إعطاء تفويض لقوة كهذه وتحديد مدة عملها والمساءلة أمام الأمم المتحدة.
وقال ايفانوف إن روسيا كانت تدعو دوما إلى ضرورة الإسراع بإعادة السيادة للعراق وتشكيل إدارة شرعية وهي ترى انه من الضروري أن تلعب الأمم المتحدة دورا رئيسيا في هذا المجال لافتا إلى أن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة يشير إلى ذلك ولكن ما زال أمام من يعنيهم الأمر عمل جاد مع هذه الوثيقة.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن موسكو يمكن ان تدرس احتمال المشاركة في قوة متعددة الجنسيات في العراق في إطار أوسع هو إطار التسوية السياسية المطلوب تحقيقها في العراق وبتخويل من الأمم المتحدة فقط.
وأعلن إيفانوف بأن موسكو ستحدد موقفها من المشاركة في القوات الدولية في العراق انطلاقا من نصوص القرار الذي قد يصدره مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن مشيرا إلى أن مهمة مجلس الأمن الدولي هي تحديد صلاحيات هذه القوات ومن ثم فقط تقرير الجهة التي تترأسها الا ان وزير الخارجية الروسي قال إن روسيا لا تمانع في قيام الولايات المتحدة بقيادة هذه القوات، ولكن بشرط أن تقوم بمهامها وبشكل صارم في إطار تفويض مجلس الأمن الدولي.
إلى ذلك أعلن نائب رئيس ديوان الرئاسة سيرغي بريخودكو للصحافيين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيتوجه في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 24 ولغاية 27 أيلول/ سبتمبر الحالي وأشار إلى أن الرئيس بوتين سيلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في يوم 25 أيلول/سبتمبر ثم يلتقي في اليومين التاليين بالرئيس الأمريكي جورج بوش.
|