Wednesday 10th september,2003 11304العدد الاربعاء 13 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد سنتين على 11 سبتمبر.. والقضاء على القواعد الخلفية لها بعد سنتين على 11 سبتمبر.. والقضاء على القواعد الخلفية لها
القاعدة تزيد اعتمادها على مجموعات متطرفة أخرى في أنحاء العالم
صورة الولايات المتحدة في تراجع متواصل في العالم العربي

  * واشنطن (اف ب):
بات تنظيم القاعدة الذي تم القضاء على قواعده الخلفية في أفغانستان منذ الحادي عشر من ايلول- سبتمبر 2001، يعتمد اكثر على مجموعات إرهابية مرتبطة به، لمواصلة معركته ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
هذه الفرضية التي يتحدث عنها خبراء أميركيون في الإرهاب يؤكدها نوعا ما إعلان منظمات تدور في فلك تنظيم أسامة بن لادن عن مسؤولياتها عن عدة اعتداءات ارتكبت في أنحاء مختلفة من العالم خلال السنوات الأخيرة.
ويقول أحد هؤلاء الخبراء باتريك غاريت من منظمة «غلوبال ديفانس، كوم» لوكالة فرانس برس. ان «البنية التحتية لتنظيم القاعدة وقدرته لم تعد على ما كانت عليه في العاشر من ايلول- سبتمبر 2001» عشية الاعتداءات التي ضربت نيويورك وواشنطن.
ويوضح «لذا باتت أكثر اعتمادا على مجموعات اخرى».
وكان تنظيم القاعدة يعتمد في السابق على معسكرات منتشرة في أفغانستان كانت تستقبل فضلا عن مقاتلي أسامة بن لادن، عناصر تابعين لعشرات المجموعات المتشددة التي تعتمد المبادىء ذاتها.
وعلى غرار الكثير من زملائه يقدر غاريت عدد أعضاء تنظيم القاعدة الذين قتلتهم أو أسرتهم الولايات المتحدة أو حلفاؤها، بنحو ثلاثة الاف في اطار «الحرب على الارهاب» التي شنت في حوالي مئة دولة اثر هذه الاعتداءات.
ويقول مارك بورغيس من مركز معلومات الدفاع ومقره في واشنطن ان أجهزة الاستخبارات الأميركية والغربية تعتبر أن هذا التحول بدأ مع اعتداء بالي (202 قتيل) في 12 تشرين الأول- أكتوبر 2002 الذي نسب إلى شبكة الجماعة المتشددة الآسيوية.
ويوضح بورغيس «أدركوا أن للقاعدة أصدقاء في أماكن أخرى قادرين على إلحاق الأذى حتى على بعد آلاف الكيلومترات من الولايات المتحدة».
ويرى أن تنظيم القاعدة «مضطر الآن إلى الاعتماد على مجموعات أخرى مثل الجماعة المتشددة « في اندونيسيا التي تتهمها جاكرتا أيضا بالاعتداء الذي نفذ أمام فندق ماريوت في الخامس من آب-اغسطس الماضي (12 قتيلا).
وتحدث رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بوب غراهام في الماضي عن احتمال أن تكون المجموعة الصومالية-الكينية مسؤولة عن اعتداءين في مومباسا بكينيا استهدفا في 28 تشرين الثاني- نوفمبر 2002، فندقا يرتاده إسرائيليون وطائرة تجارية اسرائيلية.
ويتم رصد مجموعات متطرفة مرتبطة بالقاعدة في القوقاز وفي جنوب آسيا أيضا.
ويقول بورغيس «القاعدة لم تعد تتمتع بقيادة مركزية كما في السابق بل باتت مفككة، وقد يكون التنظيم بالتالي غير قادر على شن هجمات كبيرة على المدى القصير. لكن إلى متى؟ لا أحد يعرف».
لكن تشارلز بينا من معهد «كاتو» يعتبر أن هذه المقاربة تنطوي على مخاطر مع أنها صحيحة.
ويحذر بينا «حتى لو كان تنظيم القاعدة أضعف وقدراته أقل، من الأفضل الاستمرار في الاعتبار أن قدراته لا تزال على حالها مثلما كانت قبل الحادي عشر من أيلول-سبتمبر».
ويضيف "من الممكن أن يستغل تنظيم القاعدة هذه الفترة لإعادة بناء شبكته واحيائها، وقد تدخر قوتها وطاقاتها للتركيز على عملية تستهدف الولايات المتحدة بشكل مباشر».
والأمر الوحيد المؤكد بالنسبة للخبراء هو أن تنظيم القاعدة يبقى مصدر وحي ومصدر تمويل لهذه المجموعات وأن اهدافه لم تتغير قيد أنملة.
فقد هدد ايمن الظواهري أحد أهم قادة تنظيم القاعدة في شريط صوتي نسب إليه في الثالث من آب-اغسطس، الولايات المتحدة بقوله ان ما رأته واشنطن حتى الآن «ليس سوى مناوشات، أما المعركة الحقيقية فلم تبدأ بعد».
وقد وجهت اعتداءات الحادي عشر من ايلول- سبتمبر في نيويورك وواشنطن ضربة إضافية إلى صورة الولايات المتحدة لدى الرأي العام العربي الذي ينتقد واشنطن بصورة مستمرة أيا كانت الظروف.
وهذه الظاهرة وهي غير جديدة في العالم العربي، اتخذت بعداً اضافيا مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ايلول- سبتمبر 2000، ومن ثم بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول- سبتمبر 2001، حيث ترى الجماهير العربية والإسلامية أن الأميركيين يخلطون ما بين الإسلام والإرهاب.
فلا يمر يوم من دون أن تشن الصحف العربية حملة جديدة على السياسة الأميركية حيال النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني والعراق وأفغانستان أو أي موضوع اخر.
وتساءلت بعد العطل الكهربائي الكبير الذي ضرب الولايات المتحدة منتصف آب- اغسطس كيف يمكن لدولة «تعجز» عن صيانة شبكتها الكهربائية «إعادة الكهرباء إلى العراق».
وتنشر صحف القاهرة باستمرار افتتاحيات تنتقد واشنطن صراحة مع الإشارة في عناوينها إلى تواصل الاتصالات على أعلى المستويات بين القادة المصريين والأميركيين. جامعة بين رأي عام مناهض للأميركيين وحكومة حليفة للولايات المتحدة.
وهذا الشعور المناهض موجود أيضا في عدة دول اخرى من المنطقة ولا سيما لبنان حيث الصحف من كل التيارات، تنتقد دونما هوادة إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved