أرسلت في طلبي..!
* «قاعة اختبار تضم طالبتين اجلستا بعيدتين عن بعضهما منعاً للغش»
* بابتسامتها المعهودة.. أشارت بيدها صوب ورقة اقتعدت صدر الطاولة.. قالت لي: خاطرة كتبتها الآن، اقرئيها، وامنحيني رأيك فيها.
هل رتابة المراقبة حرّضت الكلمات على الاندلاق..؟ ام شعور خاص كان كامنا في صدرها لا يقيد بزمن خروج معين.. فأطلق لنفسه العنان اللحظة؟
أيّاً كانت الدوافع.. فقد جلست على الكرسي، ضممت الورقة بأناملي، وقرأت ما كتبته.. ولكم ان تقرؤوه معي الآن.
إلى من سكنت قلبي، واستولت على جل مشاعري، واشتاق صدري لضمها، واشتاقت عيني لرؤيتها. احنو إليها بجنون، كم اعشق سماع كلماتها، ودفء انفاسها، انها بمثابة ابنتي التي لم أرزق بها، فجرت في صدري أودية من الحنان بعد ان كان جافا صلبا، تعلقت بها بجنون، ولكن آهٍ من بعد المسافات، وصعوبة الطرقات.
ماذا أفعل عندما تقف الظروف حاجزا بيني وبينك.. يا ابنتي.. ولكن سأظل انتظر رنة الجوال.
كلمات رقيقة.. شفافة.. سلسة لا صعوبة فيها.. ولا تكلف في صياغتها.. تخيلت انسيابها.. جريانها.. تدفقها.. دون ترتيب مسبق.
مشاعر لا تقاوم.. بمثابة مشاعر ام غاب عنها ابنها زمنا.. وانقطع اتصاله.. فلم تطق صبراً..
إنها تقول «فجرت في صدري أودية من الحنان بعد أن كان جافاً صلباً».
* واختلف معها في التعبير، لأن من يمارس الحنان «في صدرها» والحب والشوق حرية الحركة، والمد والجزر ليس من المعقول انه في يوم ما كان «جافاً - صلباً» - بحسب تعبيرها - وقد يمر بهدأة لظرف ما.. او استراحة محارب لا يلبث أن يواصل الكر والفر.
* «هلولة» هكذا تدلل نفسها بعبارات غير مرتب لها.. وليست منتقاة فاضت شعوراً بشق عباب الصدر.. ويدع للدمعة لمعة مرئية..
* «هلولة» دللت نفسها بهذا الاسم.. فمن تمارس تدليل نفسها.. هل نستغرب عليها.. أو ننكر تدليلها المضاعف لمن تحب، وتشتاق، وتحن إليه..؟؟!
لم ترزق بطفل تناغيه، ويخربش في صفحة يومها.. بيد أنها أعطيت حناناً يتوق نحوه كل طفل.. في زمن يمارس بعض الآباء اساليب وحشية ضد ابنائهم، وما حادثة الأطفال الذين عذبوا من لدن والديهم عنا ببعيد.. وقد افردت لها صحيفة «عكاظ» مساحة من الاهتمام.
قيدوا بالسلاسل.. تم تعريتهم من ملابسهم.. عانوا من سوء تغذية لرداءة الطعام المقدم لهم.. منعوا من الذهاب لمدارسهم.. على ظهورهم اثار حروق وسياط.. وقروح لم تندمل سطحياً.. ولن تندمل معنوياً.
سجناء.. معذبون.. والجلاد أبواهم.. أينهم.. أين والدوهم.. اين قلوب متحجرة.. وعيون عمي، مما تدخره «هلولة» في صدرها من مشاعر.. فاضت.. وفاضت.. لتنسكب دون وضع اعتبار لزمان، او مكان.. او حال.
* شبكة إخصائي المكتبات والمعلومات:
من الأستاذ: جمعة بن ابراهيم بن موسى.. مدير مكتبة مركز صالح بن صالح الثقافي.. تلقيت هذا الفاكس:
استاذتي العزيزة: عندما اقرأ عامودكم «بلا تردد» أشعر بأن قلمكم هذا يشع حباً وعشقاً للانسانية، فبقدر تنوع كتاباتكم بقدر ما تأخذ طابعاً يجذب القارىء، ويبث فيه روح الوفاء لمن حوله.
عندما قرأت مقالتكم في عدد الجزيرة رقم 11290 الصادر في الأربعاء 29/6/1424هـ بعنوان «ريجيم القراءة» الذي يعبر عن دراسة فرنسية تفيد بأن المرأة التي تقرأ تكون أخف وزناً من المرأة التي لا تميل إلى القراءة.
فقد انتهزت الفرصة وصممت ان أزف اليكم خبراً اعلم بأنه سيثلج صدور الجادين أمثالكم، وهو أننا في مركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة قد افتتحنا مكتبة للطفل ملحقة بمكتبة المركز وقد حاولنا ان تتميز تلك المكتبة بما يساعد على غرس عادة القراءة وتنميتها عند الأطفال، حيث جهزت بأثاث وبمواصفات ومعايير خاصة بمكتبات الأطفال وزودت بكافة مصادر المعلومات التي تم اختيارها بعناية فائقة تتناسب مع عمر الأطفال من 5 - 15 سنة، وتحتوي على ما يلي:
1- ركن المطالعة.
2- ركن للمسرح.
3- ركن للقراءة مع الرسم والتلوين.
4- ركن للمواد السمعية والبصرية.
5- ركن لاجهزة الحاسب الآلي.
وقد حاولنا ان تكون المكتبة بهذا الشكل لنستطيع بفضل الله غرس القراءة عند الاطفال وخاصة ان العديد منهم أصيب بإدمان الألعاب الالكترونية، لذلك حرصنا على توفير تلك الالعاب كشكل ولكن بمضمون ايجابي حيث يستطيع الطفل من خلال المواد التي يستخدمها على الحاسب ان يكتسب مهارة القراءة والتفكير.. إلخ العادات التي تؤهله للتعامل الايجابي مع التكنولوجيا الحديثة.
ونظراً لأننا نرى قلمكم يشع بومضة كشهاب فإننا نود ان تطلقي له العنان لينادي لمن بيدهم مقاليد امور الطفل «أمناء المكتبات، اولياء الامور، المدرسين، المشرفين التربويين، وسائل الاعلام المختلفة، واضعي المناهج الدراسية، ..» كل في موقعه يؤدي دوره بكل حب لتلك النبتة التي اذا احسنا رعايتها لأثمرت واغدقت في بلادنا بالخير الوفير.
كما يسرني ان ارفق لكم مقالتي التي نشرت عن هذا الموضوع في العدد الرابع عشر في دورية شبكة اخصائي المكتبات والمعلومات librarinnet.com بعنوان: مكتبة مركز صالح بن صالح الثقافي، مثال يحتذى به.
وبإمكان قارئي العزيز ان يطلع على المقالة من خلال الشبكة المذكورة لاحتواء المقال على صور تخدم قارىء المقال.. ولعل في نشري لرسالته دوراً في ايصال صوته للجهات المعنية، شاكرة للأستاذ الفاضل تقديره للزاوية، وكاتبتها.
فاكس: 8435344 - 03
|