إن المتتبع لتطوير بلادنا ونهضتنا الجبارة التي غزت كل قرية ومدينة في هذا العهد الزاهر ليعجب وقد عمت بلادنا الحضارة بجميع مناهجها وأساليبها وفي مقدمة ذلك التعليم بنوعيه فانتشرت المدارس والمعاهد والجامعات لتؤدي رسالتها النبيلة رسالة التعليم وأوكل تعليم البنات في بلادنا إلى جهاز كبير يديره رجل من خيرة مواطني هذه المملكة خلقا وثقافة وسعة في العلم والديانة وله باع طويل في الأعمال وخبرة تامة في أجهزة الدولة الحساسة ولبى المواطنون رغبة الحكومة في الإقبال على التعليم حتى انتشرت مدارس ومعاهد البنات في كل مكان من بلادنا وتحقق التعليم العالي وساهمت المدارس الأهلية مع المدارس الحكومية من أجل الانتهال من كؤوس العلم، كل هذا ونحن نترقب بين عشية وضحاها أن يتبلور هذا التعليم وتلك الثقافة فنرى فتياتنا وقد شققن طريقهن للتحصيل ونرى أولياءهن يأخذون بأيديهن إلى المستوى الأفضل بدلا من الوقوف إلى حد معين من التعليم لا لحاجة الا لرغبة الآباء في المادة، فالفتاة تتفتح لكل جديد والأب يأبى إلا بتوظيفها وهي لا تلم الإلمام الكافي بأنواع الثقافة والمعرفة فثقافتها محدودة على المنهج المدرسي المحدود على شهادة إعداد المعلمات والذي يعاد لإدراجه بعد انتهاء الحصص المدرسية وكأنها لم تخلق لتطوير هذا المجتمع والانفعال في سبيل تطويره وتوعيته وتثقيفه فنجدهن دائماً في المواقف والمناسبات أشبه بتلك التي لم تعرف المدرسة ولم تدر أين طريقها وإن كنت أعلم وأقدر جهود البعض من أولئك الفتيات واللاتي أحسسن بدورهن في هذا المجتمع وأتاح لهن أولياؤهن المجال الواسع فعملن وحققن مجهوداً كبيراً سواء في مجال الكتابة أو الأدب أو الشعر وفي التوعية العامة لبنات جنسهن في نادي فتيات الجزيرة وأمثاله ولكن للبقية أقول إلى متى ونحن نتحسر عليهن وإني أوجه اللوم والعتاب إلى الأب فهو يبعث بفتاته إلى المدرسة دون أن يعلم لماذا يبعث بها وليس هم الأب إلا توظيف تلك الفتاة بعد تخرجها من معهد إعداد المعلمات ونجده يترقب مرتبها الشهري بنهم دون أن يحاول إتاحة المجال أمامها بالمتابعة والتحصيل مما دفع بها إلى الركود في المنزل وعدم معالجة ما يعانيها مجتمعها من مشاكل وما يطالبها به وهو ينظر إليها كمتعلمة ولكن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقول المثل والدولة هيأت للفتاة وسائل الثقافة الصحيحة من معاهد وجامعات وكليات وسهلت لها الطرق إلى ذلك بمكافآت ورواتب خيالية وناحية أخرى ألوم عليها الأب أشد اللوم إذ إن المادة سيطرت عليه فمنع فتاته المدرسة من الزواج بغية مرتبها وعدم إتاحة هذا المجال لها كإنسانة يحب أن تتمتع بهذا الحق وأن تكمل نصف دينها حتى غدت الشهادة وبالاً على فتياتنا لا عاملاً في إسعادهن وهذه المشكلة لا بد من إيجاد حل سليم لها وهو إما أن يتنازل الأب عن هذا المرتب البسيط فهو لها أو أن يكون بينه وبين الزوج قسمين وهذا حل غير مرضٍ ولكن بعض الشر أهو من بعض.
أعتقد أن القارئ مل، ولكن خلاصة القول إن ركود فتياتنا وعدم تحصيلهن العلمي واقتصارهن على الشهادة، ومن ثم وقوف الأب حجر عثرة في طريقها بجشعه وعدم إتاحة الفرص لها للتحصيل والتطبيق وعدم تهيئة أجواء السعادة أمر هام يجب أن تتداوله الدلاء وأن يخاض فيه من كلا الجانبين حتى تتحقق الرسالة التي أوكلت إلى كل منا ويتحقق للوطن ما هو جدير به وما يطالبنا به دائماً، وفق الله العاملين المخلصين في ظل حكومة الفيصل أيده الله.
خواطر عابرة
- راعني ذلك التجاوب من المواطنين وذلك الاهتمام من الدولة ممثلة في وزارة الصحة إبان حملات التوعية والتطعيم ضد وباء الكوليرا أقول راعني ذلك وأدهشني بتعجب منظر أبنائنا وشباب هذه البلاد من خريجي معاهدنا الصحية وهم يؤدون تلك الرسالة النبيلة في توعية المواطنين وتطعيمهم على أحدث الأساليب وبطرق فنية صحيحة أدت إلى الإعجاب.
- تحية مرفوعة وتصفيقة حارة لمراكزنا الصيفية لما حققته من نشاطات في العطلة الصيفية وتحية أخرى لشبابنا وهم ينطلقون إلى تلك المراكز فيؤدون تلك الرسالة النبيلة وأخرى للأولياء ورجال الفكر وقبلة للوزارة الأم في سياستها وتعميمها لتلك المراكز وإتاحة المجال لشبابنا ليبتكر ويجدد وآمل في المزيد.
|