سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
عندما كنت أقرأ الصفحة الأخيرة من جريدة «الجزيرة» ليوم الأربعاء الموافق 6/7/1424هـ في عددها 11297 لفت نظري هذا العنوان «أمانة معلم تعيد مبلغاً لخزينة البنك» وحقيقة لا نستغرب هذا التصرف الرائع من ذلك الرجل الذي أعاد المبلغ كاملاً للبنك، فهذا التصرف جاء من معلم ولا يخفى على الجميع فضائل المعلم في الحياة فهي لا تعد ولا توصف ويكفيه فخراً انه مربٍ لأجيال الأمة فبصلاحه صلاح الأمم وعن طريقه يصل الطلاب إلى القمم.. لله در الشاعر عندما قال:
ما أشرقت في الكون أي حضارة
إلا وكانت من آثار معلم
|
الأمانة تلبس الإنسان أجمل الحلل وتسمو به إلى أعلى المراتب والحلل، ومما لا شك فيه بأن الأمانة من الأخلاق الإسلامية التي لها دلالة واسعة ومعانٍ عظيمة وأهداف نبيلة، وهي بلا شك تشمل جميع جوانب حياة الإنسان العامة والخاصة وهي تلازم الإنسان في علاقته مع ربه ومع نفسه ومع الآخرين. ويقول أحد العلماء بأن الأمانة على ثلاثة أقسام الأول عبادات لله تعالى بأن يفعل الإنسان المأمورات ويجتنب المنهيات، الثاني نعم الله التي أنعم بها على عباده كالسمع والبصر والعافية وغير ذلك، الثالث حقوق العباد كالودائع وغيرها وقد عدّ الله الأمانة من صفات المؤمنين.. قال تعالى: {وّالَّذٌينّ هٍمً لأّمّانّاتٌهٌمً وّعّهًدٌهٌمً رّاعٍونّ} وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الأمانة أول ما يضيع من أمور الدين فقال: «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة»، وما أجمل ما قاله الشاعر:
إذا ائتمنت على الأمانة فرعها
إن الكريم على الأمانة راعي
|
وختاماً نقول إن الأمانة مطلب ضروري وعنصر أساسي من عناصر الحياة وعندما يخلو المجتمع من الأمانة تكثر الخيانة والعياذ بالله ولذلك قال الحكيم: «من ضيع الأمانة ورضي الخيانة فقد برئ من الديانة».
محمد بن عايض بن رسل الدوسري
7492 الخرج 11942
|