Tuesday 9th september,2003 11303العدد الثلاثاء 12 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ضحايا «الحوادث» بالآلاف.. لماذا؟! ضحايا «الحوادث» بالآلاف.. لماذا؟!

تقول احصائية صدرت عن اللجنة الوطنية للسلامة المرورية بأن «القتلى» نتيجة حوادث مرورية قد بلغ 4161 في العام 1423هـ من خلال 220 ألف حادث في المملكة العربية السعودية.
ياه.. رقم خرافي وحزين ان يلقى أكثر من 4000 حتفهم في سنة واحدة نتيجة حوادث مرورية منهم 62% من أبناء الوطن في أرض الوطن سالت دماؤهم وغطت ألوان مركباتهم فتركوها ورحلوا إلى الدار الآخرة، هكذا وفي غمضة عين.. بعضهم سار بدافع الشوق ليلقى أحبته من أهل وأصدقاء.. فيما كان بعضهم يستعد «أو تستعد» للزفاف والبعض الآخر لم ير مولوده.. كلهم قضوا واستكانوا في حفرة تحت رحمة الله الذي قدر لهم ألا يتموا ما ذهبوا من أجله وراحوا ضحية الحديد.
على الطرف الآخر تقول الاحصائية بأن المخالفات المرورية المسجلة رسميا بلغت 8 ملايين مخالفة!!
ثمانية ملايين مخالفة مرورية.. ثم 220 ألف حادث مروري.. وأكثر من 400 قتيل.. ما الذي يحدث في لغة الديجيتال.. كلها أرقام في أرقام والنتيجة رقم صدمة.. رقم كارثة.. رقم مصيبة.
هناك شيء مشترك وأرضية واحدة لهذه اللغة الرقمية في حلقة واحدة لا يفقد منها شيء!! ما هو يا ترى؟!
ماذا؟.. المرور؟.. نعم المرور!! إدارات المرور في مناطق المملكة تتحمل جزءاً كبيراً مما يحدث من نتائج الحوادث المرورية.. كيف؟!
في التقرير الذي أعدته اللجنة الوطنية للسلامة المرورية يظهر زيادة في نسبة الوفيات تبلغ 3 ،6% عام 1423ه مقارنة بالعام 1422ه رغم ال8 ملايين مخالفة!!.. وهذا يجعلنا نتساءل عن دور إدارات المرور في المملكة.. هل هي رصد المخالفات وتحصيلها فقط!! والذي نعلمه يقينا ونؤكد عليه بأن دور المرور.. وفي كل دول العالم.. يكون في محاولة وضع إجراءات مسبقة واحترازية لمنع وقوع الحوادث بشكل خاص ومنع ارتكاب المخالفات المرورية المختلفة بشكل عام قبل وقوعها وذلك بتطبيق نظام مروري صارم وحازم مع بذل مزيد من الجهد بالتواجد المكثف والمركز في الشوارع العامة والميادين لمراقبة الحركة المرورية ووقف كل متهور أو متجاوز للتعليمات عند حده من خلال مواد نظامية لا تقبل أنصاف الحلول.
هنا في المملكة نلاحظ بأن دوريات المرور تراقب الشوارع والطرق السريعة لرصد تجاوزات السرعة بالرادار.. ولكن بطريقة لا تنبئ بأن الهدف الرئيسي تطبيق النظام أولاً واشعار السائق بأنه مراقب من أجل سلامته قبل أي شيء آخر!! فما تعودنا عليه هو ان الدورية الخاصة بالمراقبة «تختبئ» عن الأنظار وترصد السرعة خلسة!! بطريقة يشعر معها الجميع بأن الهدف الأول للمرور هو الحصول على المخالفة وضبطها!!
ويحدث أيضاً ان «يختبئ» رجل المرور عند الإشارة في محاولة لضبط مخالفة عدم ربط حزام الأمان!!
بينما نجد ان الشوارع بعيدة عن «حزم» رجال المرور فيما يتعلق بالقيادة الخاطئة داخل الأحياء في المدن.. الأمر الذي جعل شوارعنا مسرحاً لتعلم القيادة حتى للمقيمين الذين كانوا يحلمون برؤية السيارة قبل ركوبها!! وهذا ليس تقليلاً من اخواننا المقيمين لكن «بعضهم» يحدث منه ذلك.. كما ان «غشماننا» اكثر من «غشمانهم» في ظل اطمئنانهم بأن المخالفة لن تطالهم طالما هم يحملون الرخصة والاستمارة فقط!!
فتجاوز المركبات الخاطئ ليس مخالفة!
والسير ببطء في زحمة السيارات ليس مخالفة!
والوقوف المفاجئ ليس مخالفة!
والوقوف في المسار الأيمن عند الإشارة الضوئية ليس مخالفة!
والوقوف على خط المشاة ليس مخالفة!
وعدم استخدام أنوار الانعطاف ليس مخالفة!
والسير في منتصف الطريق ليس مخالفة!
والوقوف على الأرصفة ليس مخالفة!
وتحميل الأشخاص في صندوق عربات النقل ليس مخالفة!
والكثير الكثير من الملاحظات لا تشد رجال المرور ولا تلفت انتباههم بالرغم من انها قد تكون الشرارة الأولى لحادث مروري أو مخالفة يترتب عليها الحادث نفسه..
لا تقطع الإشارة.. اربط حزام الأمان.. افحص سيارتك.. احمل وثائق السير.. وهكذا تكون سائقاً مثالياً ثم افعل ما بدا لك من مخالفات أخرى «كما ذكرنا سابقا».
والآن هل يكون المرور مسؤولاً عن هذه الحوادث أم لا؟! اجيبونا وأريحونا يرعاكم الله.

محمد المصارع / حائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved