شيخ يبكي بجهاره وشاب يحبس دموعه متظاهراً بالقوة وفي داخله جبل من القطن وطفل هناك يعبث بأحجار صغيرة وكأنه يمتلك أحدث الألعاب فيرميها تارة ويبكي فييأس ويعود إليها تارة أخرى وعلى مقربة منهم شابة نحيلة القوام جلست محنية الظهر تمرر يدها على جسدها النحيل راسمة ابتسامة سخرية لأن الجسد أصبح لعجوز..! ظهر فيه الجفاف والتجاعيد..!
وهناك أم هزيلة تضم رضيعاً أنهكه المرض تحاول إرضاعه لكن دون جدوى فهي لم تأكل منذ عدة أيام فكيف بها إرضاعه..؟
هم شعب صامتون يخيم عليهم البؤس قلوبهم يابسة لا تحمل أي نوع من أنواع الشعور لا حب لا كره لا فرح ولا خوف ولا حتى حقد..!
لا يوجد سوى الدهشة فعقولهم جفت فهي لا تفكر إلا بطائرات الإغاثة التي ترمي عليهم الغذاء من الأعالي وهم يتسابقون بهزاله إليها..!
اشعر بالقشعريرة فأنا لا استطيع رؤية وجهي أجعد في المرآة ولا استطيع الاستغناء عن ثروتي من الأحاسيس والمشاعر.
إن رؤية الظلم قاسية والأقسى منها هو العجز عن رفع ذلك الظلم.
|